الكرة السعودية

كونسيساو في مواجهة العاصفة: تحدي إنقاذ العميد الإداري والفني

بعد أيام من التخبط وإقالة لوران بلان، أعلن نادي الاتحاد رسميًا عن تعيين البرتغالي سيرجيو كونسيساو مدربًا جديدًا، في محاولة لإنقاذ موسم بدأ بكوارث محلية وقارية، بينما تتصاعد أزمة المدير الرياضي رامون بلانيس. هذا التحول الدرامي في القيادة الفنية يمثل نقطة تحول محورية في مسيرة النادي، حيث يجد العميد نفسه عالقًا بين رغبة ملحة في استعادة أمجاده وبين شبكة معقدة من التحديات الداخلية والخارجية.

على أرض الملعب، بدأت الأرقام تروي قصة تراجع صادم. الموسم الحالي (2025-2026) لم يكن وديعًا على الإطلاق؛ إذ افتتح بخسارة لقب كأس السوبر أمام الغريم النصر، تبعتها هزيمة أخرى في الدوري أمام نفس الخصم، ليزداد الطين بلة بخسارة مباراتين متتاليتين في مستهل مشوار النخبة الآسيوية. هذا السجل المتواضع يفرض ضغطًا هائلاً على المدرب الجديد، فكونسيساو لا يرث فريقًا متعثرًا فنيًا فحسب، بل يرث تركة من التوقعات التي لم تتحقق.

وفي خضم هذا الاضطراب الفني، تلوح في الأفق أزمة إدارية عميقة تهدد بتآكل أي استقرار قد يسعى المدرب الجديد لترسيخه. تشير المعلومات المتداولة بقوة إلى أن مستقبل المدير الرياضي رامون بلانيس بات معلقًا، مع توقعات بإقالته قبل نهاية عقده في يناير 2027. هذه البيئة المضطربة هي الميدان الحقيقي الذي سيخوض فيه كونسيساو معاركه الأولى؛ فكيف يمكن لمدرب أن يبني مشروعًا مستدامًا عندما تكون الركائز الإدارية تهتز تحت قدميه؟

الجدير بالذكر أن سيرجيو كونسيساو ليس غريبًا عن بناء فرق قوية في ظل تحديات؛ فقد قاد نادي بورتو البرتغالي لمدة سبعة مواسم متتالية (2017-2024)، محققًا 11 لقبًا محليًا، بما في ذلك ثلاثة ألقاب في الدوري البرتغالي الممتاز (Primeira Liga) أعوام (2018، 2020، 2022). هذا السجل يمنحه مصداقية فنية، لكنه يواجه الآن تحديًا مختلفًا جذريًا عن صراعاته المعتادة في الدوري البرتغالي.

وبالعودة إلى المشهد الداخلي، هناك بعض المؤشرات الصغيرة التي قد تلامس الاستقرار، مثل عودة الظهير الأيمن فواز الصقور للتدريبات الجماعية بعد غياب طويل بقرار إداري سابق، وهو ما قد يمثل نقطة إيجابية بسيطة في خضم السحب المعتمة. وفي محاولة لترسيخ الهوية، قام النادي بتحديث سيرته الذاتية على منصة “إكس” إلى: “الاتحاد.. الأرث الذي يتحدث عن نفسه”، في إشارة واضحة إلى ضرورة استعادة المكانة التي تليق بتاريخ النادي الذي فاز بلقب دوري المحترفين السعودي في موسم 2022-2023.

سيرجيو كونسيساو مدعو الآن ليكون أكثر من مجرد مدرب؛ هو مطلوب منه أن يكون المُنقذ الذي يوقف نزيف النتائج ويحتوي الفوضى الإدارية الموازية. فهل يمتلك البرتغالي الأدوات اللازمة لإخماد نيران الأزمة المزدوجة، أم أن سفينة “العميد” ستستمر في الإبحار نحو المجهول رغم تغيير قبطانها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى