الفيصل يتفقد جاهزية قرية الرياضيين: لقطة قيادية في قلب تنظيم دورة التضامن
يبدأ المشهد في الرياض، حيث تحولت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن إلى قلب لوجستي نابض لدورة ألعاب التضامن الإسلامي. يوم الثلاثاء، قام الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، بجولة تفقدية شاملة لقرية الرياضيين، التي تمثل مسكن الوفود المشاركة. لم تكن هذه الزيارة مجرد إجراء روتيني؛ بل كانت تأكيدًا على أن “الرياض” لا تترك شيئًا للصدفة في استضافة هذا التجمع الدولي الذي يضم 3 آلاف رياضي ورياضية من 57 دولة.
كانت الجولة بمثابة مسح ميداني دقيق لمواكبة الاستعدادات النهائية قبل انطلاق المنافسات التي تستمر حتى 21 نوفمبر الجاري، وتشتمل على 23 رياضة مختلفة. وبالانتقال إلى تفاصيل المشهد، لم يكن الأمير الفيصل وحيداً في هذه المهمة؛ إذ كان يرافقه الأمير فهد بن جلوي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة، وهو ما يرسل رسالة واضحة حول التنسيق العالي بين القيادة الرياضية والإشراف التنظيمي. هذا التناغم بين الإداريين هو بمثابة خط الوسط المتفاهم الذي يضمن سلامة سير اللعب.
كان تركيز الزيارة منصباً على جودة “الحاضنة” التي ستؤوي الأبطال. تفقد الأمير الفيصل المراكز الطبية المجهزة بأحدث التجهيزات الصحية، وهذا يمثل صمام الأمان الأول لضمان سلامة الوفود، وهو ما يذّكرنا بتاريخ تأسيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي عام 1980م، حيث كانت الرعاية الصحية للرياضيين دائماً محور اهتمام القيادة. وبالنظر إلى الجانب الإداري، اطلع الفيصل على المكاتب المخصصة للوفود واللجان التنظيمية، وهي الغرف التي تُدار منها الحركة اليومية لـ 57 دولة.
على الجانب الآخر من القرية، كانت ساحة الطعام هي المحطة التالية. يضم المطعم الرئيسي سعة ضخمة تصل إلى 4500 شخص يستطيعون تناول الطعام في آن واحد، وهذا الرقم وحده يوضح ضخامة التحدي اللوجستي الذي واجه المنظمين. والأهم أن المطعم يقدم “وجبات متنوعة تلائم مختلف الثقافات المشاركة”، وهذا ليس ترفاً بل ضرورة لتهيئة الأجواء المناسبة للرياضيين الذين أتوا من قارات مختلفة. لو كان أحد المشاركين يشكو من “صيام تهديفي” غذائي، لكان هذا التنويع هو طوق النجاة.
ثم انتقل المشهد إلى ملاعب التدريب، وهي صالة الأبطال الخفية قبل ظهورهم الرسمي. بجانب ذلك، شملت الجولة تفقد مراكز التسوق ومناطق الخدمات العامة، وهي تفاصيل صغيرة لكنها تبني صورة متكاملة عن منظومة الاستضافة السعودية التي تهدف إلى تقديم تجربة متكاملة، وليست مجرد إقامة.
واختتم الأمير عبد العزيز جولته بلقاء عدد من رؤساء الوفود والرياضيين أنفسهم، وهو مشهد ختامي يمثل “لمسة الختام” في السيناريو التنظيمي، حيث تمنى لهم التوفيق والنجاح. هذا التواصل المباشر يمثل سيناريو شائعاً في الاستضافات الكبرى؛ حيث يحرص المسؤولون على سماع نبض المشاركين بشكل مباشر، بعيداً عن التقارير المكتوبة.
في المحصلة، زيارة الأمير الفيصل في هذا التوقيت الحرج تؤكد أن الرياض وضعت “الرياض 2025” على محطة الاستعداد القصوى. الاستضافة لا تقاس فقط بعدد الميداليات، بل بمدى سهولة إقامة اللاعبين وتوفير كل ما يحتاجونه لتركيزهم على المنافسة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل هذه الجاهزية اللوجستية ستنعكس إيجاباً على مستوى المنافسات والتمثيل المشرف لـ 57 دولة في الـ 23 رياضة؟
neutrality_score: 0.95
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 92
fact_density: 0.94



