أزمة في المعسكر.. ثلاث إصابات جديدة تضغط على خيارات رينارد قبل وديتي كوت ديفوار والجزائر
يواصل المنتخب السعودي لكرة القدم معاناته في فترة التوقف الدولي الجارية، حيث تحاصر “الأخضر” موجة من الغيابات والإصابات التي تلقي بظلالها على استعدادات المدرب الفرنسي هيرفي رينارد للمواجهات القادمة. ومع اقتراب موعد مباراتي كوت ديفوار والجزائر الوديتين في جدة، أعلن الاتحاد السعودي عن غياب مفاجئ لثلاثة لاعبين عن مران الأربعاء، مما يزيد من تحديات الجهاز الفني في بناء التوليفة المثالية.
المعسكر المقام حالياً في جدة يمثل محطة إعداد حاسمة، حيث يستهدف “الأخضر” المحافظة على جاهزيته الفنية والبدنية قبل التوجه لخوض منافسات كأس العرب فيفا 2025 بقطر، التي تنطلق في الأول من ديسمبر المقبل وتستمر حتى الثامن عشر منه بمشاركة 16 منتخباً. وتأتي هذه الوديات كجزء من خطة رينارد لضمان جاهزية الفريق بعد أن نجح “الصقور الخضراء” في حجز مقعدهم في كأس العالم 2026 الشهر الماضي، بعد أن أسقطوا إندونيسيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وحسموا التعادل السلبي مع العراق.
في تطور لافت خلال تدريبات الأربعاء على الملعب “الرديف” بمدينة الملك عبد الله الرياضية، أعلن الاتحاد السعودي عن “صدمة ثلاثية” ضربت صفوف المنتخب. على صعيد المدافعين، اضطر الجهاز الطبي لإراحة جهاد ذكري، مدافع نادي القادسية، نظراً لشعوره بآلام في الركبة، وهي آلام قد تعرقل جاهزيته للمواجهة المقبلة. وبالانتقال إلى خط الوسط، لم يشارك محور الارتكاز زياد الجهني من أهلي جدة في المران الجماعي، حيث كان يعاني من نزلة برد بسيطة أبعدته عن التدريبات.
على الجانب الآخر، وتتضح الصورة الكاملة لأزمة رينارد عندما ننظر إلى قائمة الغائبين الأساسيين الذين غابوا قبل انطلاق المعسكر أيضاً. فالمدرب الفرنسي يواجه شبح “فيروس الإصابات” الذي يبدو أنه لا يرحم، حيث يغيب ثنائي الهلال، حسان تمبكتي ومتعب الحربي، بقرار طبي بسبب آلام عضلية. ويضاف إليهما سعد آل موسى مدافع الاتحاد الذي غاب قبل بدء المعسكر بسبب كسر قديم في الكاحل، وكذلك جناح النصر أيمن يحيى الذي يعاني من إصابة عضلية هي الأخرى.
هذا الكم من الغيابات يضع المدرب رينارد أمام تحدٍ حقيقي في كيفية تدوير اللاعبين والحفاظ على التوازن التكتيكي قبل مواجهتي كوت ديفوار مساء الجمعة المقبل، والجزائر يوم الثلاثاء الموالي. ورغم أن رينارد يمتلك سجلاً جيداً، كونه قاد الفريق للتأهل لكأس العالم مرتين متتاليتين منذ توليه الدفة في مارس 2022، إلا أن هذا التوقف الدولي يكشف عن نقطة ضعف مستمرة وهي إدارة القائمة في ظل ضغط المباريات والأندية.
ومع ذلك، هناك أخبار إيجابية تكسر هذا المشهد، حيث عاد عنصران مهمان لأجواء التدريبات الجماعية بصورة طبيعية. قائد الهلال والمنتخب سالم الدوسري، ومدافع اتحاد جدة حسن كادش، دخلا مع المجموعة بعد تعافيهما من آلام عضلية سابقة، مما يعني أن رينارد سيعتمد عليهما في خططه القادمة. عودة الدوسري وكادش قد تكون بمثابة “شريان أكسجين” عاد لتدريبات “الأخضر” المتأثرة بالإرهاق والغيابات.
وفي المحصلة، يتحول معسكر جدة إلى ميدان اختبار صعب لإدارة المدرب الفرنسي للمتغيرات القسرية، فمع اقترابنا من كأس العرب 2025، يظل السؤال الأهم: كيف سيتمكن رينارد من حماية نجومه من المزيد من الإرهاق والإصابات مع الحفاظ على الانسجام التكتيكي وسط هذه التشكيلة التي تتغير يوماً بعد يوم؟
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90



