الهلال يُحكم قبضته: روبن نيفيز يوقع حتى 2028 ويغلق الباب على أوروبا
في مشهد يعكس عزم إدارة “الزعيم” على بناء فريق لا يتفكك، أعلنت مصادر موثوقة أن نادي الهلال السعودي نجح في إنهاء ملف تجديد عقد نجم الوسط البرتغالي روبن نيفيز. هذه الخطوة، التي جاءت بعد “سلسلة طويلة من المفاوضات”، تضمن بقاء أحد أهم “الأعمدة الأساسية” للفريق حتى صيف عام 2028، مما يمثل ضربة موجعة لأي فريق أوروبي كان يطمح لضمه.
القصة لا تتعلق فقط بتجديد عقد لاعب، بل هي استراتيجية واضحة لإدارة النادي للحفاظ على “العمود الفقري” الذي انطلق به الموسم الماضي. نيفيز، الذي انضم صيف 2023 قادماً من ولفرهامبتون الإنجليزي بصفقة كلفت خزائن النادي 239 مليون ريال (ما يعادل 55 مليون يورو)، أصبح قطعة لا غنى عنها في منظومة الأزرق. هذه الصفقة الجديدة تضع حداً لأي حديث عن دخوله الفترة الحرة في يناير المقبل، وهو ما كان يمثل “جرس إنذار” للإدارة.
من الواضح أن الهلال يطبق سياسة “التمسك بالكنوز”، فنييفيز ليس الوحيد الذي حظي بهذه الثقة. فالإدارة كانت قد نجحت بالفعل في إتمام التجديد لثنائي محوري آخر، هما الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وحارس المرمى المغربي ياسين بونو. هذا الثلاثي الأجنبي يمثل المحور الذي يدور حوله التنافس على “جميع الألقاب”، وهو الهدف المعلن للإدارة في كل استحقاق.
الجدير بالذكر أن نيفيز، الذي كان من المفترض أن ينتهي عقده الأصلي في نهاية موسم 2026، كان لديه “طموح شخصي” للعودة إلى الملاعب الأوروبية، وهو ما جعل المفاوضات تبدو معقدة لفترة. لكن الاتفاق النهائي على تمديد العقد لمدة موسمين إضافيين حتى 2028، يبدو أنه تجاوز هذه الرغبة، مؤكداً أن مشروع الهلال استطاع أن يغري اللاعب بالاستمرار.
على صعيد الأرقام، يثبت نيفيز قيمته داخل الملعب. هذه الجوهرة البرتغالية خاض حتى الآن 104 مباريات بقميص الزعيم في مختلف المسابقات. وفي الموسم الحالي وحده، شارك اللاعب في 18 مواجهة، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة لزملائه. وإذا نظرنا إلى إجمالي مسيرته، نجد أن رصيده وصل إلى 12 هدفاً و25 تمريرة حاسمة. هذه الأرقام، خاصة في موسمه الحالي، تشير إلى أن اللاعب لم يتقاعس رغم الحديث عن مستقبله، بل بقي “رئة الفريق” التي لا تتوقف عن العمل.
وبالعودة إلى السياق التاريخي، فإن استثمار الهلال في نيفيز لم يكن مجرد صفقة عابرة، بل كان استثماراً طويلاً الأمد، وهو ما يتماشى مع الموجة الكبرى لتعاقدات دوري روشن السعودي. ويضع هذا التجديد الإدارة في موقف قوي، إذ إنها تسيطر الآن على عقود أهم نجومها الأجانب لفترات طويلة، مما يقلل من صداع الانتقالات الصيفية المقبلة.
من زاوية أخرى، فإن نجاح الهلال في إبقاء نيفيز يتطلب دراسة لتفاصيل الاتفاق المالي الجديد الذي تم التوصل إليه، خاصة وأن اللاعب كان يطمح للعودة لأوروبا. فهل كانت الحزمة المالية المقدمة هي التي حسمت الأمر، أم كانت الضمانات الرياضية المتعلقة بالاستمرارية على منصات التتويج؟ هذا هو السيناريو الذي يطرحه الشارع الرياضي الآن.
وفي المحصلة، يغلق الهلال ملفاً حساساً ببراعة إدارية. التمسك بأعمدة الفريق وتمديد عقودهم يرسل رسالة واضحة للمنافسين: الكتيبة الأساسية باقية بهدف تحقيق المزيد من البطولات المحلية والقارية. والسؤال المطروح الآن: هل ستكون هذه الاستمرارية كافية لضمان السيطرة المطلقة على الألقاب في المواسم القادمة؟
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90
