الاتحاد الأوروبي يضع خريطة يورو 2028: كارديف تفتتح البطولة و ويمبلي يختتمها بنظام تأهيل جديد
أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن اللمسات التنظيمية الأخيرة لبطولة أمم أوروبا 2028، التي ستنظمها خمس دول هي إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا وجمهورية أيرلندا. وكشفت الهيئة الأوروبية عن خريطة الملاعب والتواريخ، حيث تقرر أن يرفع الستار عن البطولة في كارديف، بينما سيوضع التاج في ملعب ويمبلي بالعاصمة لندن. هذا الإعلان لا يقتصر على الجوانب اللوجستية فحسب، بل أتى مصحوباً بتحديد نظام تنافسي جديد يفرض تحدياً على المنتخبات المضيفة.
تنطلق مسيرة البطولة رسمياً يوم الجمعة الموافق 9 يونيو 2028، وستكون المباراة الافتتاحية من نصيب المجموعة الأولى على أرض ملعب ويلز الوطني في كارديف. ولفهم حجم هذا الحدث، يجب التذكير بأن إنجلترا، الدولة الأكبر من حيث الاستضافة، سبق لها أن احتضنت بطولات كبرى مثل كأس العالم 1966 ويورو 1996. لكن نسخة 2028 تحمل طابعاً مختلفاً لكونها استضافة مشتركة موسعة، مما يضع عبئاً تنظيمياً وتنافسياً كبيراً على عاتق الدول الخمس.
ويأتي القرار الإداري الأبرز في طريقة تأهيل المنتخبات المضيفة. ففي سيناريو يختلف عن النسخ السابقة التي منحت تأهلاً مباشراً لجميع المضيفين، وضع “يويفا” سقفاً للتأهل التلقائي لدولتين فقط من أصل الدول المضيفة الأربعة. هذا يعني أن منتخبين من أصل إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا سيحتاجان لخوض غمار التصفيات كأي منتخب عادي. وإذا فشل أحد المنتخبين أو كلاهما في حجز مقعد عبر التصفيات، يتدخل “يويفا” ليمنحهما مقعدين تلقائيين، بشرط ألا يتجاوز عدد الفاشلين في التأهل عبر التصفيات هذا العدد. وإذا زاد عدد الخاسرين عن اثنين، فإن المقاعد الإضافية ستوزع بناءً على التصنيف المعمول به.
وبالانتقال إلى توزيع المباريات على أرض المضيفين، وضع “يويفا” خريطة واضحة تضمن توزيعاً جغرافياً وعادلاً قدر الإمكان. الملاعب التسعة التي نالت الضوء الأخضر لاستضافة المباريات تشمل هامبدن بارك في غلاسغو، ودبلن أرينا، بالإضافة إلى ملاعب تستضيف فرقاً من الدوري الإنجليزي مثل استادات مانشستر سيتي وإيفرتون ونيوكاسل وأستون فيلا وتوتنهام هوتسبير، بالإضافة إلى ويمبلي. وتستضيف ثمانية ملاعب تحديداً مباريات الدور ثمن النهائي، مع استثناء ملحوظ لملعب ويمبلي من هذه الجولة، مما يضمن عدم إرهاقه قبل استضافة المراحل الحاسمة.
من جهة أخرى، تم توزيع مباريات المجموعات للمنتخبات المضيفة ضمن المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا. فإذا تأهلت إنجلترا، فمن المتوقع أن تلعب مباراة واحدة في ملعب مانشستر سيتي وتنتقل بعدها إلى العاصمة لندن لخوض مباراتين على أرض ويمبلي. وبالمقابل، ستلعب منتخبات أيرلندا مبارياتها في دبلن، واسكتلندا في غلاسغو، وويلز في كارديف. أما أيرلندا الشمالية فتم وضعها في سيناريو مختلف، حيث ستخوض مبارياتها موزعة على ملاعب توتنهام وأستون فيلا، بالإضافة إلى مباراة على ملعب ويمبلي.
وفيما يخص الأدوار الإقصائية، سيشهد الدور ربع النهائي توزيعاً على أربع مدن هي كارديف ودبلن وغلاسغو وويمبلي. ولضمان “الحيادية والمساواة” كما ذكر الاتحاد، سيتم إجبار الفرق المتأهلة من ثمن النهائي على اللعب في ملاعب لم تستضف لها مباريات في الجولة السابقة، وهو إجراء تنظيمي يهدف إلى إعطاء كل فريق فرصة اللعب في مواقع مختلفة. ويستحوذ ملعب ويمبلي على الأسبوع الأخير من البطولة؛ حيث تقام أولى مباريات نصف النهائي يوم الثلاثاء 4 يوليو، تليها الثانية يوم الأربعاء 5 يوليو، قبل أن تُختتم البطولة باللقاء الحاسم يوم الأحد 9 يوليو على أرض الملعب اللندني الشهير.
في المحصلة، يمثل الإعلان خطوة متقدمة في تجهيزات يورو 2028، لكن النقاش الأهم يدور حول النظام الجديد للتأهل الذي قد يضع اثنين من المضيفين تحت ضغط التصفيات، وهو ما يفتح الباب لسيناريوهات تنافسية غير معهودة في البطولات القارية السابقة. ويبقى التساؤل قائماً حول مدى تأثير هذا القرار على جاهزية المنتخبات الأربعة قبل انطلاق البطولة التي طال انتظارها.
neutrality_score: 0.94
data_points_used: 14
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 92
fact_density: 0.88



