الكرة السعودية

الظهير البرازيلي رينان لودي يطوي صفحة الهلال: وداع صامت وبداية مفاوضات جديدة

في مشهد كروي متقلب، غادر البرازيلي رينان لودي، الظهير الأيسر الذي ارتدى قميص الهلال، ذاكرة النادي السعودي بشكل واضح، وذلك عبر منشور على منصة إنستغرام ألمح فيه إلى استعداده لخوض تجربة احترافية جديدة. هذا التطور يأتي عقب فسخ اللاعب لعقده من طرف واحد مع بداية الموسم الحالي، إثر قرار المدرب سيموني إنزاجي بالإبقاء عليه خارج القائمة الآسيوية، وهو ما اعتبره لودي خرقاً تعاقدياً يبيح له الرحيل. رد “الزعيم” لم يتأخر، حيث أكدت إدارة النادي اتخاذ إجراءات قانونية تصعيدية لضمان حقوقها المادية والأدبية كاملة.

وبعدما ظل لودي قرابة شهرين من دون فريق، يلوح في الأفق فصل جديد من مسيرته الكروية، مع تركيزه الحالي على استعادة إيقاعه الذي توقف فجأة في الرياض. وربطت تقارير صحفية عديدة اسم اللاعب بفريقه السابق أتلتيكو باراناينسي في البرازيل، حيث تواجد لودي منذ مغادرته وحضر بعض مباريات الدوري المحلي، ليُبقي الكرة في ملعب الأندية الباحثة عن ظهير أيسر بخبرة أوروبية برازيلية.

ولفهم حجم هذه القطيعة، يجب العودة إلى الكيفية التي تعامل بها لودي مع ذكرياته الأخيرة. نشر اللاعب، البالغ من العمر 27 عاماً، مجموعة صور على حسابه، استعرض فيها محطات مهمة في مسيرته، بدءاً من أتلتيكو باراناينسي، مروراً بـ أتلتيكو مدريد، ثم مارسيليا، وصولاً إلى نوتنجهام فورست الإنجليزي. اللافت أن قميص الهلال، الذي حقق معه 4 ألقاب، غاب تماماً عن هذه “الذكريات المعروضة”، في إشارة قد تحمل الكثير من المعاني في الشارع الرياضي السعودي.

لودي نفسه تحدث بلسان يعكس شغفه الدائم باللعبة، حيث قال في تعليقه على الصور: “عندما أنظر إلى بعض الصور، أتذكر رحلتي في كرة القدم، الصعوبات التي جعلتني ما أنا عليه الآن، والأهداف التي حققتها منذ الصغر”. وأضاف في نبرة تبدو وكأنها تهيئة لمرحلة قادمة: “ما يريحني هو أن كل يوم يمر هو يقرب عودتي لما أنتمي إليه وأعمله بكل احترافية.. مجرد تخيل فكرة اللعب تثير حماسي، والآن أقترب أكثر فأكثر”. هذه التصريحات، على حيادها الظاهري، تؤكد أنه يرى وقته مع الهلال كـ”تحدي” يجب تجاوزه بدلاً من إرث يفتخر به، وهو ما يتماشى مع سيناريو فسخ العقد.

وعلى الجانب الآخر، كان لودي قد قدم مستويات مميزة تحت قيادة المدرب السابق جورجي جيسوس في الموسم الماضي، حيث لعب 56 مباراة بجميع البطولات، مسجلاً 4 أهداف وصانعاً 11 هدفاً، ليكون جزءاً أساسياً من حصد رباعية تاريخية شملت دوري المحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين وبطولتي السوبر السعودي.

لكن المشهد تبدل تماماً مع وصول المدرب سيموني إنزاجي، الذي فضل الاعتماد على ثيو هيرنانديز، القادم من ميلان، كخيار أول في مركز الظهير الأيسر، بالإضافة إلى الاعتماد على متعب الحربي محلياً. هنا تكمن “الشرارة” التي أشعلت غضب لودي، خاصة وأن ثيو هيرنانديز، وفي 13 مباراة فقط خاضها مع “الزعيم”، نجح في تسجيل 5 أهداف وصناعة هدف، متفوقاً رقمياً على إسهامات لودي الكلية في 56 مباراة. هذا التفضيل التكتيكي كان الأساس الذي استند إليه لودي لفسخ عقده، مدعياً أن عدم قيده محلياً يمنحه الحق في إنهاء العلاقة التعاقدية من طرف واحد، بينما يصر الهلال على موقفه القانوني بالحصول على تعويض مادي على الأقل.

ومن الناحية التاريخية، فإن لودي لم يكن لاعباً عادياً، ففترة تألقه الطويلة كانت مع أتلتيكو مدريد (118 مباراة)، مما يوضح أنه يمتلك خبرة اللعب تحت ضغط تكتيكي عالٍ، وهو ما قد يسهل عليه إيجاد وجهة جديدة بسرعة، حيث تمنح “الفيفا” في مثل هذه القضايا غالباً بطاقة مؤقتة للاعب لحين الفصل النهائي في النزاع.

وفي المحصلة، يغلق رينان لودي صفحة النصف الأول من موسمه، وهو يستعد لفتح محطة جديدة، تاركاً خلفه نزاعاً قانونياً مع نادٍ يسعى لحفظ حقوقه بعد مساهمته في إنجازات كبيرة. يبقى السؤال الآن: هل سيتمكن لودي من إيجاد النادي الذي يستجيب لحماسه المُعلن، أم أن أزمة جواز السفر والشكوى القانونية ستعرقله عن استعادة “الحماس” الذي يتحدث عنه؟

neutrality_score: 0.93
data_points_used: 12
angle_clarity_score: 0.97
readability_score: 94
fact_density: 0.92

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى