الكرة السعودية

الهدف الذهبي لمحمد نور: اللحظة الأوحد التي حفرت لقب كأس العرب في ذاكرة التاريخ

يستعد “الأخضر” السعودي لخوض منافسات بطولة كأس العرب 2025 في قطر، مستعرضاً تاريخه الحافل بالبطولات، والذي تتصدره ذكريات الذهب الخالدة. ويمتلك المنتخب السعودي لقبين في جعبته بهذه البطولة، أولهما يعود لعام 1998 في قطر، لكن اللقب الثاني الذي حُقق في عام 2002 يظل محفوراً ليس فقط في ذاكرة الكرة السعودية، بل في سجلات البطولة كلها لسبب استثنائي. هذا الإنجاز يمثل حالياً نقطة ارتكاز في تحضيرات المنتخب الجادة للمشاركة بالصف الأول في نسخة 2025، استعداداً لتحدي كأس العالم 2026 الذي سيُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وتعود قصة هذا التتويج الفريد إلى تطبيق قاعدة “الهدف الذهبي”، وهي قاعدة جُرِّبت في بطولات كبرى مثل كأس العالم للشباب 1993 ويورو 1996، قبل أن تلغى نهائياً في عام 2004. وتنص هذه القاعدة على أن المباراة تنتهي فور تسجيل هدف في الأشواط الإضافية بعد التعادل الأصلي. الغريب في الأمر أن هذه القاعدة لم تُفعل سوى مرة واحدة في تاريخ كأس العرب، وكانت تلك المرة في نهائي نسخة 2002 الذي جمع السعودية بالبحرين في الكويت.

للوصول إلى هذا المشهد الدرامي، خاض المنتخب السعودي، بقيادة نجوم ذلك الجيل، مسيرة قوية في البطولة الثامنة التي شارك فيها 10 منتخبات. في المجموعة الثانية، استهل الصقور مشوارهم بانتصار على البحرين بنتيجة 2-1، وسجل فيه فيصل العبيلي وطلال المشعل. وواصل المنتخب زحفه بالفوز على لبنان بهدف وحيد وقعه بندر تميم، ثم حقق انتصاراً ساحقاً على سوريا بثلاثية نظيفة سجلها رضا تكر وسعود كريري وطلال المشعل. واختتم دور المجموعات بتعادل مثير مع اليمن 2-2، حيث سجل ياسر القحطاني ثنائية “الأخضر”.

وفي الدور نصف النهائي، تمكن المنتخب السعودي من تخطي عقبة المغرب بثنائية سجلها عبد الله الواكد وطلال المشعل. وعلى الجانب الآخر، شق المنتخب البحريني طريقه للمباراة النهائية بعد فوزه على الأردن 2-1. وبناءً على مسيرة المنافسين، تكرر اللقاء بين السعودية والبحرين في اللقاء الختامي على استاد الكويت.

كانت المباراة النهائية حبست الأنفاس، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، لتدخل المباراة في “وقت إضافي” تحت طائلة الهدف الذهبي. هنا، ظهر بطل المشهد؛ محمد نور، لاعب نادي الاتحاد، الذي سجل هدفاً برأسية في الدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الأول. هذا الهدف، الذي وُصف بالهدف الذهبي الأول والأخير في تاريخ البطولة، كان بمثابة “رصاصة الرحمة” التي أسكتت الملعب ومنحت السعودية الكأس.

على الجانب الآخر، يمثل هذا اللقب ذكرى “صعبة” للمنتخب البحريني، الذي اضطر للانتظار 17 عاماً حتى استطاع أن يعانق الذهب في كأس الخليج عام 2019. وفي المقابل، لم يتمكن المنتخب السعودي من تكرار هذا الإنجاز، حيث كانت أفضل مشاركاته اللاحقة هي احتلال المركز الرابع في نسخة 2012.

ويأتي الإعلان عن مشاركة المنتخب السعودي بالصف الأول في كأس العرب 2025 في قطر، من 1 إلى 18 ديسمبر، كخطوة تحضيرية جادة للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد قبل المونديال. يتدرب الفريق حالياً في معسكر بمدينة جدة، وشهدت الفترة الماضية اختبارات قوية، أبرزها الفوز الودي 1-0 على كوت ديفوار (بطل أفريقيا 2024) يوم 14 نوفمبر. ويستعد “الأخضر” لمواجهة قوية أخرى أمام الجزائر (بطل أفريقيا 2019) يوم 18 نوفمبر.

ويُذكر أن المنتخب السعودي ضمن مقعده رسمياً في كأس العالم 2026 بعد مسيرة صعبة في التصفيات الآسيوية، حيث نجح في تصدر مجموعته الآسيوية في الملحق بعد الفوز على إندونيسيا 3-2 والتعادل سلبياً مع العراق، متفوقاً بفارق الأهداف. هل ستكون بروفة كأس العرب 2025 بداية لإعادة بناء جدار المجد الذي تأسس بهدف ذهبي فريد قبل أكثر من عقدين؟

neutrality_score: 0.93
data_points_used: 18
angle_clarity_score: 0.98
readability_score: 92
fact_density: 0.95

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى