الاتحاد السعودي يؤجل حسم تجديد عقود بنزيما وكانتي وفابينيو حتى ديسمبر
اتخذ نادي الاتحاد السعودي قراراً استراتيجياً بتأجيل البت النهائي في ملف تجديد عقود ثلاثة من نجومه الأجانب الكبار، وهم كريم بنزيما، نغولو كانتي، وفابينيو تفاريس، إلى شهر ديسمبر/كانون الأول القادم. هذا التأجيل يهدف بشكل أساسي إلى توفير مساحة من الهدوء والتركيز للمدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو لأداء مهامه الحالية دون تشتيت. يأتي هذا القرار في توقيت حرج حيث ينتهي عقد القائد كريم بنزيما الصيف المقبل، مما يضع الإدارة أمام تحدٍ كبير لضمان استمرار هذا الثلاثي بعد النجاحات التي حققوها.
وتعود جذور هذا الملف إلى صيف عام 2023، عندما شهد دوري روشن السعودي تدفقاً غير مسبوق للنجوم العالميين، حيث استقطب الاتحاد ثلاثي الخبرة من القارة العجوز، على غرار ما حدث مع النصر الذي ضم كريستيانو رونالدو والأهلي الذي تعاقد مع رياض محرز. انضم بنزيما إلى “العميد” قادماً من ريال مدريد بعد مسيرة طويلة، وكذلك لحق به كانتي وفابينيو، وساهم هؤلاء الثلاثة بشكل مباشر في تتويج الفريق بثنائية الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين.
وبحسب ما نشرته صحيفة “الرياضية” السعودية، فإن مسؤولي النادي في جدة يفضلون حالياً العمل في جو من “السكينة والهدوء”، مما يفسر سبب تأجيل فتح ملف المفاوضات رسمياً حتى ديسمبر/كانون الأول. هذا الموعد ليس اعتباطياً؛ إذ يتزامن مع توقف دوري روشن لانشغال المنتخب السعودي بخوض منافسات بطولة كأس العرب قطر 2025. هذا التوقف الدولي يمثل فرصة مثالية للإدارة للدخول في مفاوضات التمديد مع الثلاثي.
وعلى الجانب الآخر، يضع الاتحاد جدولاً زمنياً دقيقاً لتجنب المخاطر القانونية والمالية. الإدارة تأمل في حسم التمديد خلال شهر ديسمبر، قبل أن يدخل اللاعبون فترة “الستة أشهر الأخيرة” من عقودهم في يناير/كانون الثاني. الدخول في العام الجديد يمنح نجوم الفريق الحق القانوني في التفاوض مع أي نادٍ آخر والرحيل مجاناً في نهاية الموسم. وهذا يجعل فترة ديسمبر بمثابة “الوقت الضائع” الذي يجب استغلاله لتأمين مستقبل لاعبين بهذه الثقل الفني.
وفي خضم هذه المفاوضات المؤجلة، ظهرت إشارات تزيد من تعقيد المشهد، حيث أدلى نغولو كانتي بتصريح لقناة “TF1” الفرنسية عند سؤاله عن احتمالية انتقاله إلى نادي باريس إف. سي، واكتفى بالرد بعبارة “لا أعلم”. هذا الجواب المبهم، رغم بساطته، يفتح باب التكهنات حول مستقبل اللاعب في الشارع الرياضي، ويؤكد أهمية أن يتمسك مسؤولو الاتحاد بخدماتهم بأي ثمن، خاصة بعد مساهمتهم الكبيرة في حصد الألقاب.
في المحصلة، وضع الاتحاد يده على خطة عمل واضحة، حيث يركز حالياً على تحقيق النتائج على المستطيل الأخضر، بينما يجهز الطاولة المستديرة في ديسمبر لإجراء “البروفة النهائية” لتجديد عقود الركائز الأساسية. ويبقى السؤال الآن: هل سيتمكن “العميد” من حسم ملف الثلاثي الهام قبل أن يجدوا أنفسهم تحت طائلة التفاوض الحر في يناير؟
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90



