أزمة “العميد” تتفاقم: ثلاث جبهات تنتظر كونسيساو لحسم مصيره بعد التوقف الدولي
النادي السعودي حامل لقب دوري روشن يعيش حالة “صيام تهديفي” في المنافسات المحلية، بعد أن تلقى “سقطة الديربي” القاسية أمام الأهلي، مما وضع المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو تحت مقصلة الضغط الجماهيري والإعلامي. كونسيساو، الذي ورث سفينة كانت تعاني من اهتزاز تحت قيادة سلفه لوران بلان، يواجه الآن سلسلة من المباريات الحاسمة التي ستحدد ما إذا كان سيتمكن من إيقاف نزيف النقاط، أو إذا كانت إقالته ستصبح الخيار المطروح قبل نهاية العام.
النادي الذي اعتاد أن يكون رقماً صعباً في آسيا، حيث كان أول من **عانق الكأس القارية** (عام 2004)، يمر بمنعطف صعب حالياً. فالأزمة ليست وليدة اللحظة؛ فعهد بلان نفسه بدأ متعثراً بـ”سقوط مدوٍّ” في نصف نهائي كأس السوبر السعودي أمام النصر، وتبعه خسارة أخرى بنفس الفريق في الدوري السعودي بثنائية، بالإضافة إلى هزيمة في دوري أبطال آسيا للنخبة أمام الوحدة الإماراتي. هذه النتائج المتراكمة وضعت المدرب الجديد في ملعب ضيق، خاصة بعد أن فشل في تحقيق أي فوز في **أربع جولات** خاضها حتى الآن في دوري روشن، مسجلاً تعادلين أمام الخليج والفيحاء، وهزيمتين أمام الهلال والأهلي.
وبالانتقال إلى أجندة المباريات، تنتظر “النمور” ثلاث جبهات متتالية حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهي بمثابة **مواجهات إقصائية** للمدرب البرتغالي. أولى هذه المحطات هي مواجهة الرياض على ملعب الإنماء، والتي وصفت بأنها “مباراة المصالحة الجماهيرية”، فبعد أن خذل الفريق أنصاره في مواجهة الجار الغريم الأهلي في مباراة “فقيرة فنياً”، يتوجب على كونسيساو إراحة الجماهير بانتصار يوم الجمعة المقبل.
من زاوية أخرى، بعد لقاء الرياض، سيسافر اتحاد جدة إلى قطر لخوض “معركة آسيوية” ضد الدحيل يوم الإثنين 24 نوفمبر/تشرين الثاني في دوري أبطال آسيا للنخبة. وعلى عكس الأداء المحلي، فإن نتائج كونسيساو في البطولة الآسيوية كانت **مشرقة**؛ حيث حقق انتصارات متتالية على الشرطة العراقي والشارقة الإماراتي، مما يدل على أن الفريق يمتلك مفتاح الفوز خارج ملعبه. النجاح في قطر سيساعد الفريق على إبعاد شبح حسابات التأهل والتركيز على بقية البطولات.
أما الاختبار الذي يحمل طابع “أكون أو لا أكون” فهو في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين. كونسيساو قاد الفريق لـ**فوز ثأري** على النصر، أقصى به فريق المدرب جورجي جيسوس من البطولة، ليضرب موعداً مع الشباب. ورغم أن الشباب يبدو هو الآخر يعاني، وأن مدربه إيمانويل ألجواسيل يدرك أن خسارة الكأس قد تكون “مسماراً آخر في نعشه”، إلا أن مباريات الكؤوس لا تعترف بالأسماء. فإذا سقط الاتحاد أمام “الليوث”، فإن ذلك سيعيد مصير كونسيساو إلى دائرة الشك سريعاً، خاصة وأن الفريق لديه **14 هدفاً** مسجلاً في 7 مباريات (بمعدل هدفين لكل لقاء)، لكنه استقبل **10 أهداف**، مما يبرز الخلل الدفاعي الواضح.
وفي المحصلة، يخطط النادي لاستغلال توقف شهر ديسمبر/كانون الأول لعمل دورة ودية، مما يعني أن فترة ما قبل التوقف يجب أن تشهد حصد النقاط. فالأمر لم يعد يتعلق ببناء مشروع أو انتظار النتائج، بل بضرورة تحقيق الانتصارات قبل أن تتراكم الأزمات، ويصبح الموسم مهدداً بأن يكون “موسماً محبطاً للغاية” لحامل لقب الدوري.
neutrality_score: 0.89
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 92
fact_density: 0.88



