الكرة السعودية

نجوم دوري روشن: هل السوشيال ميديا ساحة للتغطية على تراجع المستويات؟

يشهد دوري روشن للمحترفين، وهو دوري يسعى بخطوات واثقة نحو العالمية، تحولاً غريباً في سلوك بعض نجومه؛ حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى مسرح لكتابة تدوينات تحمل طابع التهكم والسخرية الموجهة مباشرة نحو الأندية المنافسة أو اللاعبين الآخرين. هذه الظاهرة، التي بدأت تظهر بقوة منذ الموسم الماضي، وصلت إلى مرحلة أثارت مطالب جادة بضرورة “تفعيل لوائح انضباطية” لوقف هذا النزيف، الذي يراه مراقبون وقوداً للتعصب الرياضي غير المحمود.

القصة التي تشغل الوسط الرياضي لا تتعلق فقط بالكرة داخل المستطيل الأخضر، بل تتسع لتشمل “اللعب خارج الملعب”، وهو ما يضع اللاعبين في موقف محرج يفقدهم التركيز المطلوب منهم كرياضيين محترفين. يرى مراقبون أن بعض النجوم يتخذون من السخرية الإلكترونية ستاراً دخانياً؛ إذ يتفرغون للتعليق على الأحداث الجماهيرية للبحث عن الأضواء، وهو سلوك قد يغطي على تراجع في الأداء الفردي أو تراجع مستوى أنديتهم في سلم الترتيب الدوري. ففي دوري يركض نحو العالمية، يصبح هذا التشتت الإلكتروني عائقاً أمام أي لاعب، مهما كانت إمكانياته الفنية.

وبالانتقال إلى كرة القدم الواقعية، كان الفصل السابع من دوري روشن هو “شرارة” إشعال هذا الجدل خارج الملعب، وتحديداً بعد مواجهة النصر والفيحاء في الجولة السابعة. هذه المباراة شهدت احتساب ضربة جزاء أثارت جدلاً كبيراً، حيث انطلقت فور صافرة النهاية موجة من التشكيك في صحة القرار التحكيمي. ومن اللافت أن هذا الجدل لم يقتصر على الجمهور؛ إذ سخر بعض نجوم الأندية الأجانب المشاركين في الدوري من القرار، مطلقين تلميحات واضحة بوجود انحياز تحكيمي، على الرغم من أن آراء خبراء التحكيم تباينت بخصوص صحة ركلة الجزاء من عدمها.

هذه الجزائية تحولت بسرعة البرق إلى “لقطة عالمية”، حيث انتشرت بشكل واسع وتفاعلت معها حسابات دولية سلطت الضوء على مجريات دوري روشن ككل. وفي خضم هذا الجدل، استنكر مختصون رياضيون خروج هؤلاء النجوم للتعليق بأسلوب التهكم والسخرية على أخطاء الحكام، مؤكدين أن هذا “ليس من اختصاص اللاعبين”؛ وظيفتهم الأساسية محصورة في الملعب، وتنفيذ التكتيكات التي يضعها المدربون.

من زاوية أخرى، يرى الرياضيون أن تفاعل النجوم المستمر وتعليقهم الساخر على مواجهات الأندية المنافسة، حتى تلك التي لا يشاركون فيها، يؤجج الرأي العام محلياً وخارجياً، ويساهم في خلق “تعصب غير محمود”. ولهذا، طالب المختصون إدارات الأندية بالتدخل العاجل لتنبيه اللاعبين، ووضع “لائحة انضباطية” صارمة تمنع تكرار هذا النوع من التعبير الذي يتجاوز حدود الاحترافية. ولتوضيح خطورة الموقف، استشهد البعض بخروج لاعب برشلونة، لامين يامال، من كلاسيكو الأرض بسبب تصريحاته السابقة، كدليل على أن هذا السلوك لا يقتصر على ملاعبنا المحلية.

وفي المحصلة، يبدو أن دوري روشن يقف عند مفترق طرق؛ فبينما يسعى لتقديم نفسه كوجه احترافي عالمي، يواجه تحدياً من نجومه الذين يفضلون ساحة التواصل الاجتماعي كساحة للمنافسة. هل ستكون اللوائح الانضباطية هي الحارس الذي سيفرض الانضباط ويعيد تركيز النجوم إلى مهامهم الأصلية داخل المستطيل الأخضر؟

neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى