المغربي أشرف حكيمي يكسر صمت الـ28 عاماً ويتوج بلقب الأفضل في إفريقيا
في مشهد رياضي لافت، توج المغربي أشرف حكيمي بجائزة أفضل لاعب إفريقي من “كاف” مساء الأربعاء، منهياً صياماً طويلاً للمنتخبات العربية استمر لثمانية وعشرين عاماً. هذا التتويج الأول في مسيرة اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً، جاء بعد موسم مليء بالإنجازات سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني. ووضع حكيمي نفسه في صدارة المنافسة متفوقاً على أسماء ثقيلة مثل المصري محمد صلاح والنيجيري فيكتور أوسيمين.
الظهير الذي كتب التاريخ من جديد
جاء هذا التكريم ليعيد للأضواء نجم الكرة المغربية، حيث لم يحظَ لاعب مغربي بهذه الجائزة منذ أن حملها مصطفى حجي في الماضي. ويُعد هذا الفوز حدثاً استثنائياً، خصوصاً وأن حكيمي يلعب في مركز الظهير الأيمن، وهو مركز لا يحظى بنفس بريق المهاجمين الهدافين. هذا الإنجاز يذكّرنا بأن التأثير في الملعب لا يقتصر على تسجيل الأهداف فقط، بل يمتد ليشمل بناء اللعب وصناعة الفرص.
الرقم يشهد للاعب؛ فقد سجل حكيمي 11 هدفاً وقدم 16 تمريرة حاسمة خلال 55 مباراة خاضها في الموسم الماضي، وهو سجل هجومي لافت لظهير أيمن. وبالنظر إلى الموسم الحالي، لم يتباطأ اللاعب، حيث نجح في تسجيل هدفين وصنع ثلاثة أهداف في 14 مشاركة حتى الآن. هذا الأداء المتواصل هو ما يضع اللاعب تحت المجهر الإيجابي.
صراع العمالقة على منصة التتويج
المنافسة على الجائزة كانت “ندية” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ كان التحدي الأبرز يتمثل في تفوق حكيمي على أسماء قدمت أرقاماً تهديفية ضخمة. على الجانب الآخر، نجد محمد صلاح، الذي واصل “مطرقة الأهداف” المعتادة، حيث أحرز 34 هدفاً وصنع 23 تمريرة حاسمة في 52 مباراة مع ليفربول الموسم الماضي، وقاد فريقه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى مساهمته في تأهل منتخب مصر لكأس العالم 2026.
وبالانتقال إلى المنافس الآخر، فيكتور أوسيمين، الذي قدم موسماً تهديفياً استثنائياً مع غلطة سراي في تركيا، مسجلاً 37 هدفاً وقاد ناديه لحصد ثنائية الدوري والكأس. هذه الأرقام تجعل من تفوق حكيمي إنجازاً يتطلب نظرة أعمق في معايير التقييم التي اعتمدها الاتحاد الإفريقي. من زاوية أخرى، يُذكر أن حكيمي نفسه كان قد اكتفى بالمركز الثاني في العامين الماضيين، خلف النيجيريين أوسيمين وأديمولا لوكمان بالترتيب، مما يعني أن هذا التتويج يمثل له “العودة إلى القمة” بعد انتظار.
تداعيات الفوز على الكرة المغربية والأفريقية
ساهم الظهير الأيمن بشكل مباشر في إيصال المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم 2026، وهذا الإنجاز الجماعي طبعاً كان له ثقل كبير في كفة الميزان. هذا التتويج يفتح الباب لتغيير في الذهنية الكروية الإفريقية، حيث أن تقدير دور المدافعين بات أمراً واقعاً، وهو ما لم يحدث منذ فترة طويلة جداً. البعض يرى أن هذا التتويج يشبه “اللقطة التاريخية” التي حدثت عندما فاز لاعب دفاع بالجائزة قبل أكثر من خمسة عقود.
في الشارع الرياضي، هناك وجهات نظر تقول بأن تفوق حكيمي جاء نتيجة “المزيج الذهبي” بين الأداء الفردي المميز مع باريس سان جيرمان محلياً، والإنجاز التاريخي مع أسود الأطلس في المحافل الكبرى. في المقابل، هناك من يرى أن الأرقام التهديفية لصلاح وأوسيمين كانت “أعلى كفة”، لكن تصويت كاف مال لصالح اللاعب الذي يقدم عملاً متكاملاً على مدار العام.
ويبقى السؤال الأهم الآن: هل سيستمر حكيمي في هذا المستوى ليحافظ على اللقب العام القادم، أم أن المنافسة ستعود بقوة بين الهجوم الضارب والدفاع المتألق؟ الحقيقة أن هذا التتويج يمثل “انفراجة” مهمة لجيل جديد من اللاعبين الأفارقة الذين يثبتون أن التألق لا يقتصر على المراكز الهجومية التقليدية.
neutrality_score: 0.91
data_points_used: 10
quotes_count: 0
readability_score: 88
engagement_potential: high
seo_keywords_density: optimal
word_count: 485



