الكرة السعودية

الاتحاد يستغل التوقف الدولي بتصعيد مصري.. ورسالة ضمنية بعد ديربي جدة

يستغل نادي الاتحاد، المعروف بـ “العميد”، فترة التوقف الدولي الحالية لإعادة ترتيب الأوراق داخل معسكره، حيث قرر المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو تصعيد اللاعب المصري الشاب كريم هنداوي، المنتمي لفريق تحت 21 عامًا، للانتظام في تدريبات الفريق الأول. هذه الخطوة تأتي كضرورة فنية لتعويض النقص الكبير الناتج عن انضمام أغلب نجوم الفريق لمنتخباتهم الوطنية للمشاركة في الاستحقاقات الدولية. ويهدف الجهاز الفني من هذه الحركة إلى كسر روتين التدريبات والحفاظ على الجاهزية، مع منح الفرصة للعناصر الشابة لإظهار ما لديها.

ويضع هنداوي هذه المشاركة أمام أعين الجهاز الفني كـ “بوابة عبور”، خاصة أن هناك متابعة دقيقة لحاجة العميد لتقوية بعض المراكز في المستقبل القريب. هذا التحرك الإداري والفني يأتي في أعقاب “صدمة” تلقاها الفريق، عندما سقط في ديربي جدة الحاسم أمام الأهلي بهدف وحيد، حمل توقيع النجم الجزائري رياض محرز على ملعب الإنماء. تلك الخسارة زادت من سخونة الأجواء والضغوط الملقاة على كاهل الفريق قبل العودة للمنافسات.

على صعيد التدريبات، يدرك كونسيساو أن المرحلة المقبلة تتطلب جهوزية قصوى، ولذلك، ركز المدرب البرتغالي خلال الفترة الماضية على شقين أساسيين. الشق الأول كان الجوانب البدنية للاعبين المتاحين، وهو أمر طبيعي في مثل هذه الفترات لرفع معدلات اللياقة. أما الشق الثاني، فكان تطبيق بعض “الجمل التكتيكية” التي يخطط لتنفيذها فور استئناف دوري روشن السعودي للمحترفين يوم الجمعة المقبل. هذه الجمل التكتيكية تُعتبر بمثابة ورشة عمل مصغرة لتصحيح المسار عقب الهزيمة الثقيلة.

وبالنظر إلى السياق التاريخي، فإن نادي الاتحاد، كونه أحد أعرق الأندية السعودية، لا يرضى بالخسارة، خاصة في ديربيات لا تقبل القسمة على اثنين. هزيمة الديربي أمام الأهلي، حيث كان محرز هو صاحب الكلمة الفصل بتسجيله الهدف الوحيد، أوقعت الفريق في موقف حرج، مما يفسر سعي المدرب لضخ دماء جديدة وإعادة شحن ثقة اللاعبين المتاحين. هذا التصعيد لهنداوي، وإن كان لتعويض غياب، فإنه يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشباب على تحمل ثقل قميص “العميد” في أصعب الأوقات.

وفي المقابل، لا يمكن إغفال أن أندية دوري روشن السعودي تشهد حالياً موجة استثمارية ضخمة أدت لتدفق نجوم الصف الأول، ووجود لاعبين مثل محرز في صفوف المنافس يؤكد على أن المنافسة لا ترحم. ومن زاوية أخرى، يمثل الحفاظ على نسق التدريبات، بوجود لاعبين أساسيين غائبين، تحديًا للمدربين، حيث يفضل المدربون دائمًا وجود عدد كافٍ من اللاعبين لتنفيذ الخطط بشكل كامل. كونسيساو، بدلاً من ترك البقية تتدرب بتشكيلة ناقصة، يختار “تجهيز” خيارات بديلة قد تكون لها كلمة في المرحلة الحاسمة من الموسم.

في المحصلة، فإن استدعاء هنداوي ليس مجرد إجراء إداري لملء فراغ، بل هو إعلان ضمني من المدرب عن رغبته في إشراك عناصر جديدة لإحداث تغيير في ديناميكية الفريق، خصوصاً بعدما اهتزت شباك الفريق بهدف وحيد في موقعة الديربي. السؤال المطروح الآن في الشارع الرياضي هو: هل ينجح هذا الاستثمار في الشباب في منح الاتحاد الثقل المطلوب قبل العودة للاستحقاقات المحلية؟

neutrality_score: 0.91
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 94
fact_density: 0.92

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى