الاتحاد يستعد لفك “صيام” كونسيساو الدفاعي: فقيهي يلوح في الأفق قبل معترك الرياض
أمام تحديات متراكمة محلياً وقارياً، يتطلع نادي الاتحاد السعودي إلى استعادة بعض أوراقه المعطلة استعداداً لضخ دماء جديدة في صفوفه قبل استئناف مثلث المنافسات الصعب: دوري روشن، دوري أبطال آسيا للنخبة، وكأس خادم الحرمين الشريفين. وفي هذا المشهد المتوتر، يلوح في الأفق بصيص أمل يتمثل في قرب عودة المدافع الشاب معاذ فقيهي، الذي يواصل برنامجه التأهيلي بنهاية إصابة مفصل القدم. اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً ينتظر “كلمة السر” الفنية قبل أن يرتدي قميص التدريبات الجماعية، وهو ما يضعه تحت المجهر كأحد الحلول الدفاعية المنتظرة للمدرب سيرجيو كونسيساو.
**تكتيك الدفاع المُنقوص والعودة المتوقعة**
المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الذي لم يكتب أي انتصار بعد في سجلاته ضمن منافسات الدوري، يرى في عودة فقيهي دعماً حقيقياً لخطه الخلفي الذي عانى من النقص العددي والضغط المتواصل للمباريات المتتالية. فقيهي، الذي انتقل إلى الاتحاد صيف العام الماضي قادماً من الهلال بعد نهاية عقده، وقبلها قضى فترة إعارة مع التعاون، هو أحد الأسماء التي يعول عليها الجهاز الفني، خاصة وأن بصمته التهديفية كانت بسيطة جداً؛ إذ شارك في 16 مباراة سابقة مع العميد، لم يسجل خلالها أي هدف، لكنه وضع بصمته بصناعة هدف وحيد.
وبالنظر إلى جدول المباريات المعقد، تبرز أهمية استعادة أي لاعب. الاتحاد سيواجه الرياض بداية الأسبوع المقبل في دوري روشن، ثم يستضيف الدحيل القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة. وفي نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، يضع “العميد” نصب عينيه مواجهة الشباب في دور الثمانية لكأس خادم الحرمين الشريفين، وهي البطولة التي يدافع فيها الفريق عن لقبه الذي حققه الموسم الماضي، حين أطاح بأحد المرشحين الكبار، فريق النصر، من دور الستة عشر.
**صورة التراجع والتحول اللوجستي**
في المقابل، تزداد حدة النقاش حول استقرار الفريق تحت قيادة كونسيساو. سجل الفريق في الدوري ليس مشجعاً على الإطلاق؛ خسارة الكلاسيكو أمام الهلال (2-0)، وخسارة الديربي أمام الأهلي (1-0)، بالإضافة إلى تعادلين، أحدهما كان أمام الفيحاء (1-1)، والآخر أمام الخليج في مشهد درامي حيث “قلب” الاتحاد تأخره برباعية إلى تعادل مثير بأربعة أهداف لكل فريق. كل هذه النتائج تفسر احتلال الفريق للمركز الثامن برصيد 11 نقطة فقط (3 انتصارات، تعادلين، 3 خسارات)، وهو مركز لا يليق بفريق يدافع عن درعي الدوري والكأس.
في زاوية أخرى، شهدت الأمور اللوجستية أيضاً ارتباكاً واضحاً، حيث اضطرت رابطة المحترفين لتعديل موعد مباراة الاتحاد والرياض مرتين. الموعد النهائي استقر عند مساء الجمعة المقبل، الساعة 6:15 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعد أن تم تأخيره 15 دقيقة عن الموعد السابق. هذا التغيير في التوقيت يضعه الفريق قبل اختبار حاسم ضد الرياض، حيث يتطلع “العميد” لتحقيق أول انتصار له في الدوري تحت قيادة كونسيساو، لإنهاء “صيام” الانتصارات الذي يثير القلق في الشارع الرياضي.
**السيناريوهات المعلقة على أزمة الاستقرار**
هنا يبرز السؤال الذي يدور في أروقة النادي: هل عودة فقيهي ستكون هي الشرارة التي تضيء عودة الفريق إلى المسار الصحيح؟ يرى البعض أن المشكلة دفاعية بحتة، وعودة لاعبين مثل فقيهي ستغلق الثغرات التي ظهرت، خاصة بعد أن تحول النادي من حقبة لوران بلان إلى أسلوب كونسيساو الذي يتطلب انضباطاً تكتيكياً عالياً. وفي سيناريو آخر، يشير النقاد إلى أن المشاكل الهيكلية الداخلية، المتمثلة في “الأزمات الإدارية الخارجية والداخلية” وعدم التجانس التكتيكي، هي “المرض” الحقيقي، وعودة لاعب واحد لن يغير من واقع الفريق شيئاً إذا استمرت الاضطرابات التي أثرت على البيئة العامة للاعبين. الاتحاد، الذي يمر بموسم أشبه بـ”الدوامة”، يحتاج إلى استعادة شخصيته الحقيقية قبل أن تبتعد عنه المنافسة على الألقاب التي يحملها.
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 20
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90



