الكرة السعودية

البلوي.. جسر المال بين الاتحاد والنصر.. شبكة الولاءات الخفية

جدل تاريخي يعود للواجهة: هل كان النصر على حافة الإفلاس عندما تدخل رئيس الاتحاد الأسبق منصور البلوي لإنقاذ ثلاثة من نجومه من الانتقال إلى الغريم الهلالي؟ طلال الرشيد يكشف الحقيقة الكاملة.

في دهاليز كرة القدم السعودية، حيث تتشابك خيوط التنافس العريق بين الأندية الكبرى، تبرز بين الحين والآخر وقائع تكشف عن شبكة علاقات تتجاوز حدود المستطيل الأخضر. القصة التي أثارها الإعلامي سعود الصرامي، حول تدخل منصور البلوي، رئيس الاتحاد الأسبق، لتجديد عقود ثلاثة من نجوم النصر كانوا على وشك التوقيع للهلال، تبدو للوهلة الأولى وكأنها قصة إنقاذ مالي في لحظة عجز. لكن التحقيق الدقيق يكشف أن دوافع الدعم كانت أكثر تعقيدًا من مجرد مساعدة مالية لنادٍ منافس.

الرواية المتداولة كانت تشير إلى أن النصر كان يعاني من عجز مالي حاد اضطره لقبول مساعدة خارجية لتجديد عقود لاعبيه الثلاثة، وهي رواية عززت من درامية المشهد الكروي. ومع ذلك، فإن التفاصيل التي كشف عنها طلال الرشيد، أحد الأطراف المعنية، تقلب هذا السرد رأسًا على عقب. فالرشيد نفى بشدة مزاعم الإفلاس، مؤكدًا أن النصر كان يمتلك سبعة ملايين ريال سعودي في الخزينة، في حين كانت قيمة التجديد المطلوبة لا تتجاوز مليون ريال فقط. هذا التناقض الرقمي يفتح الباب مباشرة أمام تحليل أعمق للدوافع الحقيقية وراء هذه العملية المالية.

المال وصل، ولكن ليس بسبب الحاجة. اعترف الرشيد بأن البلوي تكفل بالفعل بتسديد قيمة التجديد البالغة مليون ريال، لكنه شدد على أن هذا الدعم لم يكن استجابة لنداء استغاثة مالي، بل كان لـ “إرضاء البلوي” نفسه، الذي كان يشغل منصب عضو شرف في نادي النصر. هنا يكمن جوهر الزاوية التحليلية: تحويل الدعم المالي من عملية إنقاذ إلى هدية رمزية أو وفاء بالتزام شرفي. الجدير بالذكر أن الإعلامي سعود الصرامي لعب دور الوسيط، حيث كان هو من قام بتسليم أموال التجديد القادمة من البلوي إلى مسؤولي النصر، مما يضفي بعدًا لوجستيًا على هذه التسوية المعقدة.

وبالعودة إلى التاريخ، نجد أن منصور البلوي لم يكن غريبًا عن السخاء المالي، فقد قاد نادي الاتحاد لفترات ذهبية، محققًا لقب دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين (2004 و 2005)، وهي الفترة التي اشتهر فيها بإنفاقه الكبير. ورغم أن التنافس بين النصر والاتحاد ليس بشراسة ديربي الرياض، إلا أن تاريخ الكرة السعودية يشهد تقاطعات غير متوقعة، مثل إعارة النجم محمد نور للعب بقميص النصر عام 2013. هذه الواقعة تضعنا أمام حقيقة أن الولاءات الشرفية والروابط الشخصية بين أقطاب الأندية قد تشكل خطوط إمداد مالية تتجاوز المنافسة الرياضية المعلنة.

في نهاية المطاف، هل كانت المليون ريال التي دفعها رئيس الاتحاد السابق للنصر مجرد وفاء لـ “ميثاق الشرف”، أم أنها كانت استثمارًا ذكيًا في شبكة نفوذ تتسع لتشمل الغريم التقليدي؟ يبقى السؤال معلقًا حول مدى تأثير هذه العلاقات المتداخلة على نزاهة التنافس الرياضي في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى