البريكان يكتب التاريخ: السعودية تطيح بإندونيسيا في ملحق المونديال
على أرضية ملعب الإنماء بجدة، شهد الشوط الأول من مباراة الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 دراما كروية سريعة، حيث استقبل المنتخب السعودي هدفاً مبكراً قبل أن يعود بقوة ليحسم تقدمه بثلاثة أهداف بفضل تألق نجمه فراس البريكان. هذا اللقاء لم يكن مجرد مباراة فاصلة؛ بل كان فصلاً جديداً في سجلات المنافسة الآسيوية، حيث كانت الضغوط تتصاعد مع كل صافرة، والعيون كلها تترقب ما إذا كانت السعودية ستؤكد هيمنتها التاريخية أم أن إندونيسيا ستحلم ببعث إرث قديم.
بعد الهدف الإندونيسي الصادم الذي سجله ديكس في الدقيقة الحادية عشرة، بدا المشهد وكأنه ينذر بليلة عسيرة على المنتخب المضيف، متجهاً نحو سيناريو أقل من المتوقع. ولكن، في هذه اللحظات الحرجة، يظهر أبطال اللحظات الحاسمة. لم ينتظر الأخضر طويلاً؛ فبعد ست دقائق فقط، نجح صالح أبو الشامات في إيجاد شبكة المرمى، معيداً الأمور إلى نقطة الصفر في الدقيقة 17، وهو ما مثل أول إشارة على أن هذه المباراة لن تنتهي بسهولة لصالح الضيف.
هنا، يبرز الدور الذي وُلد من أجله فراس البريكان، المهاجم الأساسي الذي يتغذى على تحديات الدوري السعودي للمحترفين، ليتحول إلى القائد الفعلي لعودة فريقه. في الدقيقة 36، جاءت الفرصة الذهبية من علامة الجزاء، نفذها البريكان بثبات الجراح ليضع السعودية في المقدمة 2-1، قبل أن يختم تحفته في الدقيقة 63 بتسديدة محكمة عززت تقدم الصقور بثلاثة أهداف. ثنائية البريكان لم تكن مجرد أهداف؛ كانت رسالة واضحة بأن الماكينة الهجومية السعودية قادرة على إخماد أي محاولة للانتفاضة.
الجدير بالذكر أن هذا الانتصار يضع المنتخب السعودي في مسار مريح نحو التأهل، مستنداً إلى تاريخ عريق من المشاركات؛ فقد خاض الأخضر غمار كأس العالم ست مرات سابقة، آخرها في 2022. هذا السجل الممتد يمثل ثقلاً نفسياً كبيراً على المنافسين، خاصة عندما نتذكر أن إندونيسيا، التي لعبت تحت اسم جزر الهند الشرقية الهولندية، لم تتذوق طعم المونديال سوى مرة واحدة في عام 1938، كأول دولة آسيوية تحقق ذلك الإنجاز.
بينما تحتفل السعودية بتجاوز عقبة الملحق بفضل براعة هدافها، يبقى السؤال معلقاً في الأجواء: هل ستكون هذه النسخة من التصفيات هي نقطة الانطلاق لبريكان وزملائه لتجاوز حاجز الدور الأول في المونديال، أم أن التاريخ سيعيد تكرار نفسه، وستبقى السعودية ضمن دائرة المشاركة دون التقدم خطوة إضافية نحو تحقيق الطموح الأكبر؟



