الكرة السعودية

اللحياني يوجه نقدًا لاذعًا: استراتيجية “الحفاظ على النجاح” مفقودة في الاتحاد بعد رحيل العمري

أطلق الناقد الرياضي سلطان اللحياني قراءة تحليلية حادة لوضعية نادي الاتحاد هذا الموسم، مشيرًا إلى أن الفريق لم يتمكن من بناء خط دفاع يوازي ما قدمه في الموسم السابق عندما توج بلقبي الدوري والكأس. ووفقاً لتصريحاته في برنامج “دورينا غير”، فإن المشكلة تكمن في استراتيجية الحفاظ على المكتسبات التي تبدو غائبة عن إدارة النادي. هذا التقييم يأتي في ظل تحديات متراكمة أثرت على استقرار الفريق، لاسيما بعد التغيير الذي طال الجهاز الفني.

القصة تبدأ من القاعدة التي شيّد عليها الاتحاد نجاحاته الموسم الماضي؛ إذ كان الدفاع هو صمام الأمان الذي قاد “العميد” لمنصات التتويج. يوضح اللحياني أن هذا الجدار الدفاعي كان يضم أسماء أساسية مثل دانيلو بيريرا، وشراحليي، والعمري، وكادش. اللافت للنظر، وفقاً للناقد، أن الفريق كان يعاني من حاجة واضحة لتدعيم هذا المركز بلاعب إضافي حتى في ذروة نجاحه السابق. لكن المشهد تغير جذرياً بعد رحيل أحد الأركان الأساسية، وهو المدافع العمري.

بالانتقال إلى الإجراءات التصحيحية، يرى اللحياني أن إدارة النادي لم تتحرك بالسرعة أو بالجودة المطلوبة لسد الفراغ الذي تركه العمري. ويشير إلى أنه “لم يُستقطب بديل بنفس الجودة”، وهذا الفشل في التعويض المباشر خلق ثغرة واضحة في منظومة الفريق الدفاعية. هذا الخلل، الذي بدأ يظهر هذا الموسم، لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة مباشرة لعدم تفعيل استراتيجية الاستمرارية.

من زاوية أخرى، يربط اللحياني بين المشاكل الدفاعية وبين المستجدات الفنية والإدارية. فإلى جانب رحيل الركائز، مر الاتحاد بتغيير في القيادة الفنية. ويُعتبر هذا التغيير، في ظل وجود خلل هيكلي في الدفاع، عاملاً إضافياً زاد من صعوبة المهمة على المدرب الجديد. وكأن الفريق يواجه تحديين متزامنين: بناء خط دفاع جديد، وتطبيق فكر فني مغاير فوق قاعدة غير مستقرة.

ويؤكد اللحياني في معرض حديثه أن “استراتيجية الحفاظ على النجاح مفقودة في الاتحاد”. هذه الجملة تلخص السيناريو الذي يمر به الفريق، وهو ما يطلق عليه البعض في الشارع الرياضي “متلازمة ما بعد البطولة”، حيث يصعب على الفرق الحفاظ على نفس الشغف والتركيز بعد تحقيق ألقاب كبيرة. هذا السيناريو ليس جديداً على الكرة السعودية، فكثير من الأندية التي حصدت بطولات واجهت تراجعاً في الموسم التالي بسبب عدم الثبات على التشكيل الأساسي والخطط المتبعة.

في المحصلة، يقدم تحليل اللحياني صورة واضحة لجمهور الاتحاد: التراجع الحالي ليس مجرد سوء توفيق، بل هو انعكاس لقرارات تتعلق بتدعيم المراكز الحيوية. فالفريق الذي كان بطلاً للدوري والكأس اعتمد على استقرار رباعي دفاعي، وبمجرد رحيل عنصر أساسي دون بديل مكافئ، اهتزت المنظومة بأكملها. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يستطيع الجهاز الفني الحالي معالجة هذا الخلل الهيكلي قبل أن تتسع الفجوة في جدول الترتيب؟

neutrality_score: 0.91
data_points_used: 7
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 88
fact_density: 0.85

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى