ميزان القوة: عطيف يضع الدوري السعودي فوق نخبة آسيا ويعلّق على “صيام” يايسله مع الأهلي
دخل الناقد الرياضي أحمد عطيف، في “مربع النقاش” عبر برنامج “دورينا غير”، ليضع ميزانًا للقوة بين المنافسات المحلية والقارية، مسلطًا الضوء على قوة الدوري السعودي مقارنة ببطولة نخبة آسيا. النقطة المحورية في حديثه كانت تقييمه لمدرب الأهلي، يايسله، مشيرًا إلى أن التتويج ببطولة النخبة لا يمثل “الهدف الأسمى” أو معيارًا نهائيًا لنجاحه مع “الراقي”، خاصة عندما يتم وضع هذه البطولة في مقارنة مع المنافسة الشرسة داخل الملاعب السعودية.
القصة بدأت عندما حاول عطيف رسم خريطة التنافسية، وأطلق تصريحًا يثير الجدل، حيث رأى أن مستوى الفرق المشاركة في نخبة آسيا يُعتبر “أضعف بحوالي 50%” من مستوى فرق الدوري السعودي للمحترفين. هذا الرقم، سواء كان تقديرًا أو استنتاجًا من واقع مشاهداته، يضع علامات استفهام حول الوزن الحقيقي لبطولة “النخبة” كمنصة لإثبات الذات للمدربين الأجانب. من المعروف أن الدوري السعودي في موسمه الحالي، أصبح ساحة “النجومية المطلقة” بعد تدفق الاستثمارات الكبيرة التي جلبت لاعبين من الطراز العالمي، مما رفع من “الندية” داخل كل جولة.
ولفهم ثقل هذا التصريح، يجب أن نعود إلى السياق الذي جاء فيه. فريق الأهلي، الذي حقق لقب “النخبة” في إحدى مشاركاته السابقة، يمثل اليوم واجهة الاستثمار الجديد في الكرة السعودية. وجهة نظر عطيف تضع هذا الإنجاز تحت المجهر، وكأنها تقول: “الفوز ببطولة قد تكون أقل كثافة تنافسية لا يعني بالضرورة أن المدرب نجح في تفكيك شفرة المنافسة المحلية”. في الشارع الرياضي، هناك من يوافق عطيف، ويرى أن بطولات الكؤوس، حتى لو كانت قارية، تمثل “مشاريع قصيرة المدى” لا تقارن بصمود فريق كامل موسم كامل في حرب الدوري، حيث يتطلب الأمر “فكر تكتيكي” لا يتأثر بـ”غياب أو حضور لاعب نجم”.
على الجانب الآخر، يرى البعض أن هذا التقييم يقلل من قيمة التنقلات القارية، وأن الفوز ببطولة آسيوية، حتى لو كانت بنظام مُعدّل، يظل “درعًا ذهبيًا” يضاف لسجل النادي والمدرب. السيناريو الافتراضي الذي يطرحه البعض هو: لو أن فريقًا من “النخبة” شارك في منتصف جدول الدوري السعودي، فهل سيضمن البقاء دون عناء؟ الإجابة التي يقدمها عطيف بشكل غير مباشر هي “لا”، حيث يعتقد أن “المدارس الكروية” التي تظهر في الدوري هي الأعلى درجة.
وبالنظر إلى سجل المدرب يايسله مع الأهلي، فإن هذا التصريح يضعه تحت مقصلة التقييم المستمر. إذا كانت النخبة “أسهل”، فالمطلوب منه الآن هو “فك شفرة” الدوري وإيصال الأهلي إلى المراكز المتقدمة التي تضمن المشاركة القارية القادمة بمقاعد “أقوى”. الأمر أشبه بمن يقود سيارة سباق في مسار سهل، ثم يُطلب منه قيادة نفس السيارة في مضمار مليء بالحفر والمطبات.
وفي المحصلة، يظل النقاش حول قيمة البطولات مسألة “موازين” تختلف من محلل لآخر. لكن تصريح عطيف هذا، الذي يقارن فيه قوة الدوري المحلي بـ “نصف قوة” بطولة قارية، يرسم خطًا فاصلًا واضحًا بين الإنجاز القاري والإنجاز المحلي في عيون بعض النقاد. ويبقى السؤال المعلق في أروقة الإعلام الرياضي: هل نجاح يايسله سيُحسب بما حققه في النخبة، أم بما سيحققه في “ماراثون” الدوري السعودي؟
https://twitter.com/i/status/1989797506503381480



