الكرة السعودية

“يكيل بمكيالين”.. جدل “البنر المسيء” يفتح جبهة إعلامية بين عارف والشنيف

لا يزال ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي، الذي أُقيم في الثامن من نوفمبر الجاري على استاد الإنماء، يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد الرياضي السعودي، لكن هذه المرة ليس بسبب نتيجة المباراة، بل بسبب مشهد خلف الكواليس تحول إلى ساحة معركة إعلامية. فبينما تنتظر الأندية قرارات لجنة الانضباط والأخلاق بشأن “البنر المسيء” الذي رُفع في مدرجات الأهلي، خرج الإعلامي الاتحادي جمال عارف بمطالبة صريحة لإدارة ناديه باتخاذ موقف حازم ضد الإعلامي خالد الشنيف وبرنامجه “دورينا غير”، متهماً إياه بـ”الكيل بمكيالين” في التعامل مع قضايا الأندية الجدلية.

القصة بدأت كحادثة رياضية عادية قبل أن تتشعب إلى خلاف إداري وإعلامي. انتهى اللقاء بفوز الأهلي “الراقي” بهدف وحيد سجله النجم رياض محرز بعد أول عشر دقائق من صافرة البداية. لكن هذا الانتصار لم يطفئ نار الجدل الذي أشعله تيفو مسيء وُجّه نحو “قلعة الكؤوس” نفسها. ورغم أن نادي الاتحاد ينفي مسؤوليته عن إدخال هذا المشهد “خلسة”، تشير تقارير صحفية إلى أن التحقيقات قد تكون وجهت أصابع الاتهام نحو اثنين من مشجعي “العميد”. هذه القضية الآن تضع لجنة الانضباط أمام تحدٍ لفض الاشتباك في هذا الديربي العريق، الذي يُعد أحد أعنف الديربيات في تاريخ الكرة السعودية.

وبالتحول إلى الساحة الإعلامية، تبدو الأمور أكثر سخونة. الإعلامي جمال عارف استهدف خالد الشنيف بشكل مباشر، معتبراً أن تركيز الشنيف على قضية “البنر المسيء” وتهديده بـ”أقسى العقوبات” يمثل انحيازاً واضحاً، خاصة وأن عارف يرى أن الشنيف لم يمنح نفس الاهتمام لتيفو مماثل رُفع في مدرجات الأهلي. وكتب عارف عبر منصة “إكس” موضحاً وجهة نظره، مطالباً مدير التواصل والمتحدث الرسمي للاتحاد، رياض المزهر، برصد هذه التوجهات الإعلامية لضمان تعامل متوازن من جميع البرامج الرياضية مع قضايا الاتحاد. السيناريو الذي يطرحه عارف هو ضرورة أن يكون الرد الإداري موحداً، وإلا فإن الكرة الإدارية ستتجه نحو حقل ألغام إعلامي جديد.

على الجانب الآخر، يقف خالد الشنيف مدافعاً عن موقف صارم ضد أي سلوك جماهيري خارج عن النص، واصفاً ما حدث في الديربي بأنه “إنفلات جماهيري”، وليس مجرد إشكالية إعلامية. الشنيف طالب بضرب “يد من حديد” لمنع تكرار مثل هذه التصرفات، مشدداً على ضرورة إعلان اسم المتسبب ومكان نشأته، سواء كان هذا المتسبب اتحاديًا أو أهلاويًا. هذا الموقف الحازم من الشنيف هو الشرارة التي أشعلت انتقاد عارف، الذي رأى أن هذا الحماس لتطبيق العقوبات لم يكن موجودًا عندما كانت الإساءة موجهة ضد الاتحاد سابقًا.

وفي قراءة سريعة لأرقام الفريقين في دوري روشن السعودي، نجد أن الأهلي، رغم تذبذبه بتعادله أربع مرات، يحتل المركز الخامس برصيد 16 نقطة، ولم يتذوق مرارة الهزيمة بعد ثماني جولات، مسجلاً 10 أهداف. في المقابل، يحتل الاتحاد “الثامن” بـ11 نقطة فقط، محققاً 3 انتصارات، لكنه استقبل 14 هدفاً، وهو رقم دفاعي يحتاج إلى وقفة، خاصة بعد خسارته لقب كأس السوبر السعودي أمام النصر (1-2) في بداية الموسم. هذا التباين في الأداء بين الفريقين، حيث الأهلي لم يخسر، والاتحاد يعاني من ثلاث هزائم، يزيد من حدة التوتر الإعلامي بين الأطراف.

وبينما تنتظر الملاعب قرارات لجنة الانضباط بشأن من يقف خلف البنر، يظل السؤال معلقاً: هل ستتمكن إدارة الاتحاد من توحيد التعامل الإعلامي كما طالب عارف، أم أن ساحة الإعلام ستظل مسرحاً لتبادل الاتهامات حول من يطبق العقوبات بحزم ومن يغض الطرف عنها؟

neutrality_score: 0.90
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 88
fact_density: 0.85

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى