في مشهد يمزج بين الترقب الحذر والسعي نحو الأرقام القياسية، وجّه البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني لنادي النصر، تعليمات مشددة للجهاز الطبي. طلب جيسوس من المعد البدني تحديد الجاهزية الكاملة للثلاثي أيمن يحيى، وسعد الناصر، وسعد حقوي، قبل إشراكهم في مناورة يوم الأحد أمام فريق الشباب تحت 21 عامًا. هذا الإجراء يأتي كإجراء احترازي، حيث يخشى المدرب من تكرار سيناريو الإصابات للاعبين العائدين من برامج علاجية، وذلك قبل انطلاق معترك دوري روشن مجددًا.
تأتي هذه التدابير بعد فترة توقف دولي (أيام فيفا)، حيث يفتح النصر ملف استئناف المنافسات المحلية بتركيز عالٍ على الحفاظ على الصدارة والتحطيم القياسي. فالأصفر العاصمي، الذي يتصدر جدول ترتيب دوري روشن بالعلامة الكاملة (24 نقطة) بعد أن جمع 8 انتصارات متتالية، يسعى لزيادة هذا الرقم إلى تسعة انتصارات متتالية في المواجهة القادمة. ولضمان عدم تعثر هذا المسار الطموح، يفضل جيسوس عدم اللعب بأي ورقة غير جاهزة بنسبة 100 في المئة.
ويُعد هذا الموقف توازنًا دقيقًا يضعه جيسوس بين مطرقة الإنجازات المتتالية وسندان سلامة اللاعبين. فبعد أن حقق الفريق رقمه الأفضل سابقًا وهو ثمانية انتصارات متتالية، آخرها على مضيفه نيوم بنتيجة 3ـ1 في الجولة الثامنة، لا يريد المدرب أن يتوقف هذا “القطار” بسبب عودة إصابة قديمة. كانت هذه الجولة الثامنة هي المحطة الأخيرة قبل التوقف، مما يجعل فترة الإعداد الحالية هي المفتاح لضمان استمرارية الزخم.
اللاعبون الثلاثة، أيمن يحيى والناصـر وحقوي، كانوا قد اجتازوا المرحلة العلاجية في عيادة النادي، حيث أتموا برامجهم التأهيلية بنجاح. وكخطوة تأكيدية أخيرة، خضعوا لفحص ميداني يوم الجمعة الماضي تحت إشراف المعد البدني. هذا الفحص هو ما سيحدد قرار جيسوس النهائي بشأن إشراكهم في مناورة الأحد التي تعتبر آخر محكات ما قبل العودة الرسمية للمنافسات.
وبالانتقال إلى الأجندة القادمة، يستعد الفريق لمواجهة نادي الخليج، والتي ستقام على أرضهم في الرياض يوم 23 نوفمبر الجاري، ضمن لقاءات الجولة التاسعة من الدوري. من المتوقع أن يمنح جيسوس اللاعبين إجازة يوم الإثنين لترتيب الأجندة الذهنية والبدنية. في المقابل، سيعود اللاعبون الدوليون إلى التدريبات يوم الثلاثاء، وسيمنحهم المدرب إجازة ليوم واحد بعد عودتهم، قبل فتح ملف مواجهة الخليج بشكل كامل.
في هذا السياق، يُذكر أن نادي النصر، كأحد أعرق الأندية في الكرة السعودية، يضع الآن تركيزه بالكامل على حماية الصدارة التي حققها بـ24 نقطة كاملة. إن إدارة جيسوس الحالية تظهر نهجًا أشبه بالمدير الفني الذي يراقب ساعة الانتصار، حيث يحرص على أن تكون كل دقيقة يقضيها اللاعب المصاب سابقًا خارج الملعب محسوبة بدقة، تجنبًا لأي انزلاق قد يعيد الفريق للوراء.
وفي المحصلة، يبقى مصير مشاركة يحيى والناصر وحقوي معلقاً على تقييم المعد البدني يوم الأحد. فهل سيعطي الجهاز الطبي الضوء الأخضر لجيسوس لإضافة المزيد من القوة لكتيبة النصر الساعية لكسر حاجز الثمانية انتصارات، أم ستبقى الإجراءات الاحترازية هي الكلمة العليا لضمان سلامة نجوم الفريق قبل مواجهة الخليج الحاسمة؟
neutrality_score: 0.90
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 94
fact_density: 0.92
