صراع الأضواء: الهلال يريد نجم التعاون.. والمدرب شاموسكا يتمسك به بالرغم من الشرط المالي
تشتعل ساحة الانتقالات الشتوية قبل حتى أن تفتح أبوابها رسمياً، حيث برز اسم جناح التعاون، سلطان مندش، كهدف رئيسي لـ “الزعيم” الهلالي الذي يخطط لتدعيم صفوفه بعناصر محلية مميزة. وفي هذا المشهد المتوتر، وضعت إدارة “سكري القصيم” رقماً مالياً ضخماً لرحيل اللاعب، بينما يشدد المدرب بريكليس شاموسكا على ضرورة بقائه، ما يضع الهلال أمام “كفَّة ميزان” صعبة تتأرجح بين العرض المالي والتمسك الفني.
الحديث يدور حول نافذة الميركاتو الشتوي لموسم 2025-2026، والتي حددها الاتحاد السعودي لكرة القدم لتفتح في الخامس من يناير وتُغلق في الثاني من فبراير. وفي خضم هذا التخطيط، ظهر سلطان مندش، الذي استعاد بريقه بقوة هذا الموسم، على رادار الهلال، الباحث عن تعزيز خطوطه بعناصر محلية ذات خبرة. ويأتي اهتمام الهلال، الذي لطالما كان يبحث عن إضافة محلية لدعم قوته، ليعكس الرغبة في الحفاظ على هيمنته في دوري روشن السعودي، وهو النادي الذي يحمل أكبر عدد من بطولات الدوري.
**صوت المدرب يواجه قرار الإدارة**
القصة هنا لا تتعلق فقط بالأرقام، بل بصراع فني واضح. المدرب البرازيلي بريكليس شاموسكا، الذي قاد التعاون لانتفاضة مذهلة بعد “خماسية النصر” القاسية في الجولة الأولى، أبدى رفضه التام للتفريط في نجمه. وفي مداخلة عبر برنامج “في المرمى”، أوضح شاموسكا موقفه بعبارة حاسمة: “بالنسبة لي، لا أريد فقدان أي لاعب أعتمد عليه في خططي، توصيتي هي الحفاظ على اللاعبين حتى نهاية الموسم الجاري”. هذا الموقف يشبه ما حدث سابقاً في أندية أخرى عندما يرى الجهاز الفني أن اللاعب هو “صمام الأمان” الذي لا يمكن تعويضه في منتصف الموسم.
في المقابل، يبدو أن إدارة التعاون تدرس العرض من زاوية أخرى، وهي الزاوية المالية التي لا يمكن تجاهلها. حيث أفادت تقارير بأن “سكري القصيم” وضع شرطاً مالياً يتراوح بين 60 إلى 70 مليون ريال سعودي للموافقة على بيع مندش. هذا الرقم، الذي وصفه البعض بـ”الشرط التعجيزي”، يضع الكرة في ملعب الهلال الذي يسعى لإيجاد صيغة مرضية دون الدخول في مزايدات قد ترفع السعر أكثر، خاصة وأن اللاعب عاد مؤخراً للمنتخب السعودي تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد بعد غياب طويل منذ عام 2019.
**الخبرة تصنع الفارق.. والماضي يشهد**
لتفهم حجم الاهتمام بسلطان مندش (31 عاماً)، يجب النظر إلى سجله الحافل. اللاعب الذي عاد للتعاون في صيف 2024 قادماً من الفيحاء بعقد لمدة ثلاثة مواسم، يمتلك خبرة كبيرة، سبق له اللعب مع عمالقة مثل الاتحاد والأهلي. هذا ليس مجرد لاعب، بل هو “مقاتل” عرف طريقه للبطولات، حيث قاد الفيحاء سابقاً للفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الأولى في تاريخه موسم 2021-2022، كما فاز بكأس ولي العهد مع الاتحاد.
على صعيد الأرقام هذا الموسم، ساهم مندش في زحف التعاون القوي بعد الخسارة الافتتاحية، حيث سجل هدفاً ضد الاتفاق، وآخر ضد ضمك، وصنع تمريرتين ضد الفتح. هذه الأرقام تؤكد أنه في قمة عطائه الفني، مما يجعله هدفاً ثميناً لأي نادٍ كبير يسعى لتعزيز صفوفه بلاعب محلي جاهز للمنافسة، مثلما يخطط الهلال لتعزيز صفوفه للمنافسة على الألقاب القارية والمحلية.
وفي المحصلة، يواجه الهلال تحدياً مزدوجاً في هذه الصفقة؛ تحدي إقناع الإدارة التعاونية بالمبلغ المطلوب، وتحدي إقناع المدرب شاموسكا بأن مصلحة الفريق تتطلب التضحية بنجمه. ويبقى السؤال: هل ستكون الأرقام التي وضعتها إدارة التعاون هي الفيصل النهائي في هذه الدراما الانتقالات الشتوية؟
neutrality_score: 0.91
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 93
fact_density: 0.88



