الأهلي يشعل “ساحة الحكام” ويطلب “النخبة” بعد احتجاج رسمي على مباراة الرياض
في مشهد يظهر تصاعد الضغط الإداري في دوري روشن، أعلن نادي الأهلي السعودي عن تقديم احتجاج رسمي مكتوب ومفصّل للجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم. هذا التحرك جاء اعتراضًا على ما وصفه النادي بـ “أخطاء مؤثرة” ارتكبها الحكم السلوفيني رادي أوبرينوفيتش خلال مواجهة الرياض في الجولة السابعة، وهي المباراة التي أُقيمت مساء الخميس قبل الماضي. هذا القرار يضع لجنة الحكام أمام “ملف ساخن” يتطلب حسمًا، خاصة وأن الجولة السابعة كانت مثيرة للجدل بشكل عام.
القصة ليست مجرد احتجاج على مباراة واحدة، بل هي رسالة موجهة بـ “خطاب تفصيلي” رفعته شركة الأهلي الرياضية للجنة الحكام، كما نقلت صحيفة الرياضية. الجوهر في رسالة “الراقي” أنه خسر نقاطًا ثمينة، وهي نقاط كانت ستغير موقعه في سلم الترتيب، بسبب قرارات تحكيمية “لم تكن في مستوى الحدث”. ومن اللافت أن الخطاب لم يكتفِ بمباراة الرياض، بل قام بتوثيق سوابق تحكيمية ضد النادي خلال الجولات الماضية. هذا النهج يذكرنا بأسلوب الأندية الكبرى التي لا تكتفي بالشكوى اللحظية، بل تبني ملفاً تراكمياً للضغط على مسؤولي إدارة الحكام.
وبالانتقال إلى طلبات الأهلي، يطالب النادي بتعيين حكام “نخبة” لإدارة مبارياته القادمة. وهنا يكمن بيت القصيد؛ حيث شدد النادي على أنه يدفع “مبالغ مالية” لاستقدام حكام أجانب على أعلى مستوى، وبالتالي، لا يمكن أن يقبل النادي استمرار الأخطاء أو الاستعانة بحكام لا يتناسب مستواهم مع طموحات النادي الكبيرة في هذا الموسم. هذا الموقف يضع النادي في صف الأندية التي تعتمد على الاستثمار الكبير، وتطالب بمقابل هذا الاستثمار توفير بيئة عادلة تحكيميًا.
ولم يتوقف الجدل عند حدود الأهلي والرياض فقط. فاللجنة تستعد لعقد اجتماع “موسّع” يومي 16 و17 نوفمبر الجاري، ليكون هذا الاجتماع بمثابة جلسة “تدقيق شامل” لأحداث الجولة السابعة بأكملها. هذا السيناريو يضع احتجاج الأهلي في سياق أوسع يضم قضايا أخرى شغلت الشارع الرياضي. الاجتماع سيراجع، على سبيل المثال، حالة طرد اللاعب فابينيو لاعب الاتحاد في مباراته أمام الخليج، وكذلك ركلة الجزاء التي نالها النصر في مواجهته ضد الفيحاء. هذا الربط بين قضايا ثلاثة من أندية المقدمة (الأهلي، الاتحاد، النصر) يؤكد أن الجولة السابعة كانت بمثابة “كشف حساب تحكيمي” شامل.
ومن زاوية أخرى، يترقب الشارع الرياضي السعودي نتائج هذه الاجتماعات، وسط دعوات متزايدة لتعزيز العدالة. هذا الترقب يعكس مدى حساسية ملف التحكيم في دوري روشن، خاصة مع تزايد الاستثمارات الكبيرة في الأندية. فإذا كانت الأندية الكبرى تدفع لضم نجوم العالم، فمن المنطقي أن تطالب بأن يكون “الصافرة” هي الأخرى على مستوى عالمي. سيناريو مراجعة القرارات قد يؤدي إلى توجيهات صارمة أو حتى إجراءات تأديبية، وهو ما يمثل الضغط الذي يسعى إليه الأهلي.
وفي المحصلة، يمثل احتجاج الأهلي خطوة رسمية تهدف إلى حماية مكتسباته النقطية، ويفتح الباب أمام مراجعة شاملة لأداء الحكام في الجولة السابعة. السؤال الآن هل ستكون قرارات اللجنة القادمة بمثابة إرضاء لـ “الراقي” فقط، أم أنها ستؤسس لمعيار جديد لضبط إيقاع المنافسة بشكل يرضي طموحات الاستثمار في الكرة السعودية؟
neutrality_score: 0.90
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.97
readability_score: 92
fact_density: 0.85
