الكرة السعودية

سامي الجابر: انسحاب الهلال من السوبر السعودي كان قراراً صحيحاً وسط فوضى التنظيم

الساحة الرياضية السعودية لا تزال تتابع تداعيات “قضية السوبر السعودي 2025″، والجدل لا يزال مشتعلاً حول شرعية العقوبات التي وُقعت على الهلال. وفي هذا المشهد المتقلب، خرج سامي الجابر، أسطورة نادي الهلال، ليُعلن دعمه الكامل لقرار الانسحاب، مؤكداً أن “الزعيم” كان يسير على الطريق الصحيح لتجنب الإرهاق، وأن البطولة نفسها كانت تعاني من تخطيط ضعيف، أشبه ببناء عمارة بدون أساسات قوية. هذا الموقف يضع إدارة المسابقات في قفص الاتهام مجدداً، خاصة بعد أن أثر غياب الفريق عن البطولة على انطلاقته في الدوري، كما أشار الجابر.

القصة بدأت عندما اعتذر الهلال في يوليو/تموز الماضي عن المشاركة في كأس السوبر السعودي 2025، الذي كان مُقرراً إقامته في هونج كونج بتواجد أربعة فرق، والسبب المباشر كان ضيق الوقت بعد المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 التي وصل فيها الفريق إلى الدور ربع النهائي. وهنا يظهر الصراع بين التزام الأندية بالبطولات العالمية وبين الأجندة المحلية المضغوطة. الجابر استشهد بحجج دولية لدعم موقف ناديه، حيث أكد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يفرض راحة سلبية لا تقل عن 21 يوماً بعد موسم طويل قبل أي منافسة جديدة، مشيراً إلى أن نادياً بحجم باريس سان جيرمان دفع ثمن تجاهل هذا المعيار الدولي. مدرب الهلال، سيموني إنزاجي، يرى أن الإعداد الأساسي لم يكن كافياً، فكيف يُطلب من الفريق خوض بطولة إضافية بمشاركة أربعة أندية، بدلاً من مباراة واحدة؟

وعلى الجانب الآخر، لم يسلم جدول المباريات المحلية من نقد الجابر، الذي اتهم لجنة المسابقات بـ”العمل العشوائي”، لدرجة أنه طالب بوجود تقويم واضح للمشاركات يمتد لخمس سنوات قادمة، لكي لا يقع نادٍ يشارك في مونديال الأندية حتى يوليو/تموز في مباراة محلية هامة في أغسطس/آب. وكدليل على هذا التخبط، ذكر الجابر مثالاً من خارج المملكة، حيث أُلغيت مباريات مُخطط لها في ميامي لدعم ملف أمريكا لكأس العالم 2026 بعد اعتراض الأندية على ضغط المباريات. هذا التخطيط غير المنضبط لا يهدد الهلال فقط، بل يلوح في الأفق بتأثيره على باقي الأندية الكبرى، خاصة مع اقتراب بطولات مثل كأس العرب 2025، حيث سيتضرر الأهلي والنصر والهلال إذا وصل المنتخب السعودي لنهائي البطولة، حيث سيعود لاعبوه مباشرة إلى خوض مباريات الدوري دون راحة كافية، مما يعني غياب لاعبين أساسيين مثل بونو وكوليبالي عن الهلال، وماني عن النصر، ومحرز وكيسيه وميندي عن الأهلي.

أما عن “دراما العقوبات”، فكانت أشبه بمسلسل رياضي متقلب. لجنة الانضباط كانت قد اعتبرت الأهلي بديلاً للهلال وغرمت الهلال 500 ألف ريال، وحرمته من النسخة المقبلة. لكن لجنة الاستئناف قلبت الطاولة، واعتبرت الهلال مهزوماً أمام القادسية بنتيجة 0-3، وحولّت الحرمان إلى أول بطولة إقصائية في موسم 2026-2027، مع تثبيت الغرامة البالغة 500 ألف ريال. يرى الجابر أن هذه العقوبات “كبيرة للغاية”، وقد بُنيت على نظام غير صحيح، مؤكداً أن بطولة السوبر، بتوقيتها وموقعها في هونج كونج، لا تستحق مثل هذه الإجراءات العقابية الصارمة. ولتكملة الفصل القانوني، لجأ الهلال إلى مركز التحكيم الرياضي السعودي، الذي قرر نظر القضية وتعيين ثلاثة محكمين لإصدار حكم نهائي، مما يضع مصير تلك القرارات على طاولة التحكيم بعيداً عن لجان الاتحاد.

وفي المحصلة، تصريحات سامي الجابر تفتح ملفاً أوسع يتجاوز مجرد انسحاب نادٍ واحد؛ إنه نقد مباشر لمنظومة التخطيط التي تبدو وكأنها تدور في “حلقة مفرغة” وسط تعارض المشاركات القارية والمحلية. ومع اقتراب الموسم المقبل الذي يشهد كأس العالم 2026، يبقى السؤال المعلق: هل ستستجيب الجهات المسؤولة لضرورة وضع أجندة شاملة ومنظمة تضمن راحة الأندية، أم أن الصدام بين التطلعات الدولية والجدول المحلي سيستمر في إلقاء الظل على المنافسات المحلية القادمة؟

neutrality_score: 0.92
data_points_used: 15
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى