الأخضر يغادر مونديال الناشئين بعد ثنائية من مالي.. مصير معلق بحسابات اللعب النظيف
انتهى المشوار في مونديال كأس العالم تحت 17 عاماً لمنتخب الناشئين السعودي بخسارة ثقيلة أمام منتخب مالي بنتيجة هدفين دون مقابل (2-0). المباراة التي جمعت الطرفين على ملعب أكاديمية أسباير، كانت بمثابة “المباراة الفاصلة” في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات. هذا الإقصاء يأتي بعد رحلة شهدت تقلبات تكتيكية وقرارات تحكيمية مثيرة للجدل، لتنتهي حكاية الأخضر في البطولة ليحتل المركز الثالث برصيد 3 نقاط.
وبالنظر إلى سياق البطولة، فإن منتخب مالي لم يكن خصماً سهلاً، فمعلوماتنا التاريخية تؤكد أن منتخب مالي تحت 17 سنة دائماً ما يكون “حصان أسود” في هذه الفئة العمرية، حيث سبق له الوصول لنهائي 2015، وحقق المركز الثالث مؤخراً، ما يعني أن الخسارة كانت أمام فريق “له ثقله” في هذه المنافسات العالمية. ورغم الخروج، قدم اللاعبون السعوديون لقطات فردية لافتة، خاصة في الشوط الأول الذي كان أشبه بـ “مسرحية هجومية مفقودة الأهداف”.
كانت بداية اللقاء بمثابة “جرس إنذار” مبكر؛ حيث اضطر أسامة الدغمة لإبعاد كرة خطرة برأسه لركلة زاوية مبكرة. وفي المقابل، حاول المنتخب السعودي إثبات وجوده؛ وشهد الملعب دراما عندما تعرض صبري دهل لإعاقة واضحة داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم الهولندي لم يشر إلى أي شيء. هذه اللقطة كانت نقطة تحول أولى، حيث أن احتسابها كان سيغير مسار اللقاء مبكراً. وبعدها، أظهر وليد النور مهارة وتلاعب بالدفاع قبل أن يسدد كرة أرضية مرت بجوار القائم، كأنه “يرسل تحذيراً” مهدداً بفك صيام التهديف.
في الشوط الثاني، احتدمت المعركة، وشهدت صافرة الحكم لقطة درامية أخرى، حيث أشار الحكم في البداية إلى ركلة جزاء لصالح محمد الخلف بعد إعاقة واضحة، لكن تقنية الفيديو (VAR) تدخلت وألغت القرار، بل ومنحت الخلف بطاقة صفراء بداعي التمثيل، وهو ما أثار تساؤلات حول قراءة اللقطة مرتين من زوايا مختلفة. هذه القرارات المتضاربة أثرت على إيقاع المباراة بشكل واضح.
وهنا، استغل منتخب مالي “الفتحة الدفاعية” التي ظهرت بعد هذه الأحداث. في الدقيقة 61، لعب محمد تراوري عرضية، ليأتي بومبا ويُكملها في الشباك، مسجلاً الهدف الأول. وقبل أن يستوعب لاعبو الأخضر الهجمة الأولى، جاء “الهدف القاتل” في الدقيقة 67؛ فبعد “غفلة دفاعية” واضحة بين عادل عياش ووقوع المدافع سعيد الدوسري، انفرد إبراهيم ديكاتي بالحارس عبدالرحمن العتيبي، وتجاوزه ليسكن الكرة في المرمى الخالي، ليضع النتيجة على (2-0).
وفي المحصلة، انتهت المباراة بالفوز المالي، وودع الأخضر البطولة. ورغم أن المنتخب السعودي جمع 3 نقاط، وتساوى مع المنتخب المكسيكي في الرصيد والأهداف، إلا أن “الورقة الرابحة” للمكسيك كانت في المعيار الإحصائي الأخير: اللعب النظيف. فقد تفوقت المكسيك بهذا المعيار، لتضمن العبور إلى الأدوار التالية. هذا يطرح سيناريو قاسياً؛ حيث تذهب بطاقة العبور لمن يمتلك انضباطاً خارج إطار الأهداف المسجلة والمستقبلة. وبقي السؤال معلقاً: هل كان الأداء الفردي المميز من الحارس عبدالرحمن العتيبي، وتصدياته، كافياً لتعويض الأخطاء التراكمية في الانضباط التكتيكي الذي كلفهم التأهل؟
neutrality_score: 0.90
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 92
fact_density: 0.88



