مراقب دولي سابق يكشف الثغرة التنظيمية: ماذا حدث في ديربي جدة لمنع اللافتة المسيئة؟
أثار ظهور لافتة مسيئة موجهة لنادي الأهلي خلال ديربي جدة الذي جمع فريقي الاتحاد والأهلي جدلاً واسعاً، ليتحول المشهد الكروي إلى منصة لتقييم الإجراءات الأمنية والتنظيمية. وفي هذا السياق، تدخل المراقب الدولي السابق، منعم فاخوري، ليضع يده على “العقدة التنظيمية” التي سمحت بمرور هذا المشهد. أكد فاخوري أن البروتوكول الدولي يفرض خطوة إجرائية بسيطة، لم تُطبق على الأغلب، وهي مراجعة نصوص اللافتات قبل دخولها الملعب، خاصة في المباريات التي تُصنف على أنها “عالية المخاطر” مثل ديربي جدة.
تعتبر هذه المباراة، التي تشهد ندية تاريخية بين عملاقي جدة، دائماً تحت المجهر التنظيمي. ويوضح فاخوري أن أي نية لرفع يافطة أو بنر يجب أن تخضع لفحص دقيق، وهذا الفحص لا يتم إلا عبر منصة رسمية محددة هي “المجلس التنسيقي” الذي يسبق انطلاق اللقاء. هذا المجلس يجمع الأطراف التنظيمية والأمنية، ويكون مراقب المباراة هو الحكم النهائي في قبول أو رفض المواد البصرية المعروضة أمام الجماهير. ظهور اللافتة المسيئة يعني أن هناك “سقطة” في تفعيل هذا الإجراء الرقابي المسبق الذي يتبعه الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي في المباريات الكبرى.
وبالانتقال إلى الإجراءات المتبعة، فإن التعليق يركز على الإطار الدولي، حيث أشار فاخوري بوضوح إلى أنه يتحدث عن “تعليمات الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي”. هذا يعني أن المعيار الذي يتم تطبيقه في ملاعبنا المحلية يجب أن يكون مطابقاً للمعايير المطبقة عالمياً، خاصة فيما يتعلق بمنع أي إساءة أو تجاوزات قد تضر بسمعة اللعبة. وشدد فاخوري على أن المسؤولية تقع على عاتق مراقب المباراة الذي يجب أن يتخذ قراراً حاسماً بالموافقة أو الرفض بناءً على النص المعروض أمامه خلال التنسيق الأمني.
ومن زاوية أخرى، يُعد ديربي جدة نفسه، بين الأهلي والاتحاد، مثالاً كلاسيكياً للمباريات التي تُصنَّف “عالية المخاطر” تنظيمياً. في مثل هذه المواجهات، تشتد الرقابة الأمنية واللوجستية لتجنب أي احتكاك خارج إطار المنافسة الرياضية. ورغم هذا التصنيف، يشير تصريح الخبير إلى أن الثغرة لم تكن أمنية بقدر ما كانت إجرائية؛ فإدخال اللافتة لم يكن ليحدث لو تم تفعيل آلية الرقابة المسبقة التي نصت عليها اللوائح بشكل صارم. هذا يفتح ملف مساءلة حول مدى التزام الأجهزة التنظيمية بتطبيق البرتوكولات الدولية المعروفة لديهم.
وفي المحصلة، لا يتعلق الأمر بحجم الإساءة بقدر ما يتعلق بتطبيق “الحارس الأمني” الذي يفترض أن يراقبه مراقب المباراة قبل إطلاق صافرة البداية. ما كشفه فاخوري هو أن “الكابوس” الذي ظهر في المدرجات كان من الممكن أن يتم إيقافه بقرار بسيط في اجتماع تنسيقي سابق. ويبقى السؤال المطروح في الشارع الرياضي: هل سيتم مراجعة إجراءات الاجتماع التنسيقي لضمان عدم تكرار هذا النوع من الإخفاقات التنظيمية في القريب العاجل؟
neutrality_score: 0.95
data_points_used: 6
angle_clarity_score: 0.98
readability_score: 94
fact_density: 0.88



