الكرة السعودية

8 ساعات تحرم الدوري السعودي من موهبة كومو الإيطالي الشابة في ميركاتو 2025

كشف ميروان سوارسو، رئيس نادي كومو الإيطالي، عن قصة مثيرة في كواليس الميركاتو الصيفي الماضي (صيف 2025)، عندما أُغلِقت نافذة الانتقالات قبل ساعات من إغلاقها الرسمي. القصة تدور حول عرض مالي “كبير للغاية” وصل من نادٍ سعودي لضم أحد المواهب الشابة في الفريق، وتحديداً الجناح السنغالي أسان دياو (20 عاماً). هذا الموقف سلط الضوء على قوة مشروع كومو الطموح تحت قيادة المدرب الإسباني سيسك فابريغاس، وقدرته على إبقاء لاعبيه رغم الإغراءات المالية القوية التي أصبحت سمة مميزة للدوري السعودي للمحترفين منذ قدوم كريستيانو رونالدو إلى النصر في شتاء 2023.

يُقدّم كومو هذا الموسم، 2025-2026، مستويات لافتة في الدوري الإيطالي، حيث يحتل المركز السابع برصيد 18 نقطة بعد مرور 11 جولة، وهو ما يُشير إلى أن النادي يخطو بثبات نحو تثبيت أقدامه في دوري النخبة الإيطالي بعد عودته إليه. وبالنظر إلى أداء دياو تحديداً، شارك اللاعب الشاب في 5 مواجهات حتى الآن، بواقع 4 لقاءات في الدوري ولقاء واحد في كأس إيطاليا، ورغم ذلك لم يتمكن الجناح السنغالي حتى الآن من تسجيل أي هدف أو تقديم أي تمريرة حاسمة.

وتعود جذور هذا الكشف إلى تصريحات نشرها موقع “فوتبول إيطاليا”، حيث وضع سوارسو النقاط على الحروف. العرض السعودي، الذي لم يكشف سوارسو عن قيمته المالية الدقيقة، وصل قبل 8 ساعات فقط من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، وهو توقيت ضيق جداً. رئيس كومو أشار إلى أنه قد يميل للموافقة على مثل هذا العرض المغري لو وصل في وقت مبكر يمنح النادي فرصة لإيجاد بديل مناسب. وتابع سوارسو متحدثاً عن السيناريو المحتمل: “ربما كنت سأوافق عليه لو وصل خلال وقت مبكر، ورغم ذلك استطلعت رأي اللاعب إن كان يريد الذهاب إلى السعودية، فقال: لا. عندها فرحت لأنني كنت سأرفض أيضاً على أي حال”. هذا الموقف يوضح أن النادي كان على استعداد لبيع اللاعب لكنه لم يكن يملك رفاهية الوقت، بينما كان اللاعب نفسه رافضاً للانتقال.

وعلى الجانب الآخر، يُظهر كومو إصراراً على الاستثمار في المواهب الصاعدة كركيزة أساسية لمشروعه. ويُعد الأرجنتيني نيكو باز (21 عاماً) مثالاً ساطعاً على ذلك، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أنه بات محط أنظار عمالقة أوروبا، وتحديداً ريال مدريد الإسباني. رئيس كومو أكد أن تطوير هذه المواهب هو جزء لا يتجزأ من نموذج نمو النادي، مشيراً إلى أنهم منفتحون على بيع اللاعبين لخدمة هذا النموذج إذا كان البيع يخدم التطور طويل الأمد. هذا الموقف يضع كومو في مقارنة مباشرة مع الأندية التي تعتمد على الاستثمار السريع بدلاً من البناء التدريجي.

من زاوية أخرى، تؤكد هذه الحادثة مدى القوة الشرائية التي يتمتع بها الدوري السعودي حالياً، والتي وصلت إلى استهداف اللاعبين الشباب ذوي الإمكانات العالية في الدوريات الأوروبية الكبرى وليس فقط نجوم نهاية مسيرتهم. فكرة أن نادياً إيطالياً صاعداً يرفض عرضاً “مالياً كبيراً” بسبب عامل الوقت ورفض اللاعب نفسه، تعطي دلالة على أن الطموح الرياضي في أوروبا لا يزال عاملاً حاسماً، وهو ما يذكرنا بعودة كومو إلى السيري آ في موسم 2024-2025 تحت قيادة فابريغاس.

وفي المحصلة، تظهر قصة دياو أن المعركة في سوق الانتقالات لا تتعلق فقط بالمال، بل تتعلق بالتوقيت، واستراتيجية النادي، ورغبة اللاعب نفسه. ويبقي السؤال: هل ستتمكن الأندية السعودية من كسر إرادة الأندية الأوروبية الصغيرة عبر تقديم عروض تصل مبكراً قبل إغلاق السوق؟

neutrality_score: 0.92
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى