جدل ركلات الجزاء: هل يزيح البريكان الدوسري عن عرش التنفيذ؟
أثارت لقطة تنفيذ المهاجم فراس البريكان لركلة جزاء المنتخب السعودي أمام إندونيسيا، بدلًا من القائد سالم الدوسري، عاصفة من الجدل الإعلامي، حيث رأى البعض أن البريكان هو الخيار الأحق والأكثر فعالية. هذه اللحظة العابرة على أرض الملعب لم تكن مجرد تبديل روتيني لمرتكز هجومي، بل كانت شرارة أشعلت نقاشًا أعمق حول استراتيجية ركلات الجزاء، التي غالبًا ما تفصل بين الانتصار والتعادل، وبين الثقة والشكوك في اللحظات الحاسمة.
الخلفية لهذا التوتر ليست وليدة اللحظة؛ فكرة من هو المنفذ الأول لركلة الجزاء في أي فريق هي مسألة تتجاوز مجرد التفضيل الشخصي لتصل إلى تحليل إحصائي وفني دقيق. لطالما اعتُبر سالم الدوسري، بأدائه المميز مع ناديه الهلال والمنتخب، الحارس الأمين لهذه المهمة الصعبة، مستندًا إلى سجل تهديفي قوي من علامة الجزاء خلال السنوات الأخيرة. ولكن، عندما يظهر مهاجم صريح مثل فراس البريكان، الذي انتقل إلى الأهلي السعودي في صيف 2023 ليصبح أحد أبرز المهاجمين المحليين، فإن المعادلة تتغير.
التحليل الجدلي بدأ يتبلور بوضوح عندما تدخل الإعلامي عادل الملحم، الذي أعلن بجرأة أن ركلات الجزاء “من حق فراس”. هذه التصريحات لم تكن تحليلاً عابرًا، بل كانت تأكيدًا على أن التوزيع التقليدي للأدوار قد يحتاج إلى مراجعة بناءً على الكفاءة اللحظية. هذا يضعنا أمام زاوية التحليل المحورية: هل يجب أن يتبع اختيار منفذ الجزاء مركزه الأصلي (رأس الحربة)، أم سجله التاريخي مع الفريق؟
الجدير بالذكر أن يلعب فراس البريكان في مركز المهاجم الصريح، وهو المركز الذي يُسند إليه تقليديًا مهمة حسم الكرات الثابتة الحاسمة. وفي المقابل، يأتي هذا الجدل في سياق تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث لا مجال للمجاملات أو التردد؛ فكل ركلة جزاء ضائعة قد تكلف المنتخب الغالي والنفيس في سباق ضمان التأهل المبكر. إن ديناميكية تغيير المنفذ الأساسي تحمل في طياتها مخاطر التأثير على ثقة اللاعبين، سواء المنفذ القديم أو الجديد.
إذا كانت الأرقام هي الحكم الأسمى، فإلى أي مدى تتفوق معدلات نجاح البريكان اللحظية على تاريخ الدوسري الحافل؟ وهل يمكن للمدرب أن يغامر بتغيير ترتيب هرمي راسخ في فترة حاسمة مثل التصفيات العالمية، فقط لإرضاء منطق المركز الميداني الذي يطالب برأس الحربة بالتسديد؟ السؤال يبقى معلقًا: هل يمثل نجاح البريكان في تلك اللحظة أمام إندونيسيا بداية تحول استراتيجي، أم أنه مجرد ومضة عابرة في مسيرة قائد الفريق؟



