الكرة السعودية

أزمة السوبر السعودي: تحكيم رياضي يفتح ملف شرعية لقب الأهلي ودخول القادسية كطرف

الوسط الرياضي السعودي يعيش على وقع “أزمة” متجددة، هذه المرة تدور رحاها حول لقب كأس السوبر السعودي الأخير الذي أقيم في هونغ كونغ. القصة بدأت بخطوة “الزعيم” الهلال بالانسحاب من البطولة، وهو ما استدعى تحركاً سريعاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم بإشراك النادي الأهلي لملء المقعد الشاغر. هذا التطور تسبب في جملة من التداعيات القانونية التي وضعت اللقب الذي عانقه “الراقي” على المحك، حيث وصلت القضية الآن إلى مركز التحكيم الرياضي بملفات متضاربة.

النزاع القانوني يبدأ بتضارب القرارات الرسمية، فبعد أن أشرك الاتحاد الأهلي بدلاً من الهلال، خاض “الراقي” البطولة ونجح في إقصاء القادسية في نصف النهائي بنتيجة قوية (5-1)، قبل أن يتوج باللقب على حساب النصر بركلات الترجيح. ومع ذلك، قبل ساعات من إطلاق صافرة المباراة النهائية، قلبت لجنة الاستئناف الطاولة على قرارات لجنة الانضباط. فقد اعتبرت لجنة الاستئناف نادي الهلال مهزوماً أمام القادسية في نصف النهائي بنتيجة (0-3)، وهو ما يمثل تعديلاً جذرياً على مجريات اللعب التي حدثت فعلياً في الملعب.

وعلى الجانب الآخر، لم تتوقف تداعيات الانسحاب عند هذا الحد، حيث صدرت عقوبة مالية على الهلال قدرها 500 ألف ريال، بالإضافة إلى حرمانه من المشاركة في أول بطولة إقصائية يخوضها خلال الموسم المقبل 2026-2027. وبناءً على تعديلات لجنة الاستئناف، سارع الهلال بالطعن على هذه القرارات أمام مركز التحكيم الرياضي، الذي قام بتعيين ثلاثة محكمين للنظر في القضية وإصدار حكم نهائي.

هذا التصعيد القانوني فتح الباب أمام الأطراف المتضررة للدخول في المشهد، حيث طلب الهلال إدخال الأهلي كطرف أصيل في النزاع، تزامنًا مع تحرك القادسية الذي تمسك بأحقيته في خوض النهائي مباشرة استناداً لقرار لجنة الاستئناف باعتباره فائزاً على الهلال. هذا المشهد المتشابك قانونيًا يمثل منعطفاً حاسماً لتحديد شرعية اللقب.

ولفهم السيناريو المحتمل لسحب اللقب من الأهلي، تحدث الخبير القانوني أيمن الرفاعي، مؤكداً أن سحب الكأس يتطلب إشراك “الراقي” رسمياً في القضية أمام مركز التحكيم ليتمكن من تقديم دفاعه. ويأتي طلب القادسية بالدخول كطرف مستنداً إلى قرار لجنة الاستئناف الذي قضى بخسارة الهلال أمامه، وهو ما كان أساساً لتمسكه بحق العبور للنهائي. وفي هذا السياق، أوضح الرفاعي أن القادسية لم يكن لديه أساس قانوني للتقدم بطلب التداخل قبل قرار الاستئناف، لأنه لم يكن طرفاً في العقوبات الأصلية للجنة الانضباط.

وبالنظر إلى مكانة الهلال التاريخية، يبرز التساؤل حول تأثير هذا النزاع، خاصة وأن “الزعيم” هو صاحب الرقم القياسي في التتويج بلقب السوبر بـ 5 ألقاب، مما يجعل أي مساس بمشاركاته أو ألقابه قضية رأي عام كروي. وفي المحصلة، سيبحث المحكمون في مركز التحكيم في مطالب الأطراف المتنازعة، سواء فيما يتعلق بعقوبات الهلال أو أحقية القادسية بالمرور للنهائي، أو حتى شرعية مشاركة الأهلي، ليصدروا قرارهم الذي سيحدد مصير البطولة.

ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن مركز التحكيم من فك عقدة التضارب بين قرارات اللجان الداخلية، وهل سيُكتب للأهلي أن يحتفظ بالكأس الذي “عانق شباكه” في ليلة درامية؟

neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى