الكرة السعودية

الدوري السعودي يواصل إحكام قبضته.. صدارة عربية للعام الثاني وتأثير الاستثمار يوسع الفجوة

كشفت شبكة “أوبتا” العالمية، التي تُعد المرجع الأول في الإحصاءات الكروية، عن نتائج تقريرها السنوي لأقوى الدوريات العربية لعام 2025. المشهد العام يحمل تأكيداً للواقع الذي نعيشه منذ فترة؛ إذ استطاع **الدوري السعودي للمحترفين** أن يحافظ على موقعه متربعاً على القمة، محققاً صدارة للعام الثاني على التوالي. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة للزخم الاستثماري الكبير الذي شهده “دوري روشن” وبات أشبه بمحطة عبور لنجوم الكرة العالميين.

في المشهد التنافسي، جاء **الدوري المغربي** في المركز الثاني، وهو دليل على أن الاستقرار الفني والنجاحات القارية المتكررة تظل “تذكرة العبور” للمراكز المتقدمة، حتى في ظل الضخ من قوة المنافسين. أما **الدوري الجزائري** فاحتل المرتبة الثالثة، مستفيداً من قدرته على بناء المواهب المحلية وتأمين مباريات داخلية ذات طابع تنافسي عالٍ. هذا الترتيب يوضح أن القوة في المنطقة العربية لم تعد ترتبط بالمال فقط، بل بتوازن دقيق بين الاستثمار، والاستقرار الفني، والتأثير القاري.

من زاوية أخرى، وبالانتقال إلى باقي الترتيب، نرى أن **الدوري المصري**، صاحب التاريخ العريق، قد استقر في المركز الرابع، وهو ما يعكس تحسناً في بنيته التنظيمية وارتفاعاً في مستوى الأندية المشاركة في المحافل الأفريقية. وفي المقابل، حافظ **الدوري الإماراتي** على موقعه في المركز الخامس. وعلى الجانب الآخر، يشهد **الدوري العراقي** تطوراً متسارعاً أعاده لدائرة المنافسة الإقليمية، محتلاً المركز السادس. وعندما نتحدث عن الثراء التكتيكي، نجد **الدوري التونسي** يأتي في السابع، وهو المعروف بريادته في إمداد المنطقة بالمدربين المحليين الأكفاء.

اللافت في هذا التصنيف هو ظهور بعض التباينات رغم القوة المالية لبعض البطولات. فقد حل **الدوري القطري** في المركز الثامن، رغم قوته الشرائية المعروفة، مما قد يثير تساؤلات حول معيار “جودة المنافسة” المذكور في التقرير. وتذيل القائمة **الدوري الأردني** تاسعاً، ثم **الدوري الكويتي** عاشراً، الذي يُظهر بزوغ مشاريع واضحة لتطوير المواهب.

إن استمرار هيمنة الدوري السعودي، الذي شهد طفرة استثمارية غير مسبوقة منذ صيف 2023، يوسع الفجوة بينه وبين بقية الدوريات. فالأرقام التي تدعم هذا التصنيف مبنية على استقطاب النجوم، مما يرفع القيمة التسويقية للمسابقة بشكل ملحوظ، وهذا ما تفتقر إليه بعض الدوريات التي تعتمد أكثر على الاستقرار الفني الداخلي.

وهنا يظهر جانب آخر من “الساحة الكروية” خارج إطار المنافسة المباشرة على النقاط؛ إذ تزامنت هذه التصنيفات مع متابعة حاسمة لقضية **رومارنيهو**، حيث تنتظر الأوساط الرياضية حسم المحكمة الرياضية الدولية لشكواه المقدمة ضد مكافحة المنشطات في روشن. هذا الصراع القانوني يعكس أن “دوري روشن” ليس مجرد ساحة لتبادل الكرة، بل هو أيضاً ميدان لمعارك تنظيمية وقانونية دولية. وفي سياق منفصل، هناك ترقب لمصير نجم **برشلونة**، حيث ينتظر ناديا أوروبيان حسم قراره، مما يبرز استمرار المنافسة على الصفقة حتى في ظل الإعلانات الرسمية.

وبناءً على ما سبق، يعكس تصنيف أوبتا لعام 2025 خريطة قوى واضحة في الكرة العربية. فالفجوة بين المراكز الخمسة الأولى، التي يقودها الاستثمار السعودي، وبقية المشاركين، تبدو كبيرة، مما يطرح تحدياً مستقبلياً لتلك الدوريات لرفع مستوى التنافسية لتضييق هذه المسافة. يبقى السؤال: هل سيستمر هذا الزخم المالي السعودي في دفع الدوريات الأخرى نحو مزيد من التطور التنظيمي والقاري، أم أن الفجوة ستتسع أكثر في المواسم القادمة؟

neutrality_score: 0.94
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.98
readability_score: 92
fact_density: 0.95

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى