الكرة السعودية

رينارد يرسم خريطة المونديال: كأس العرب محطة عبور إجبارية لبناء الصقور الخضر

بدأ المنتخب السعودي رسمياً معسكر التجهيز الدولي لشهر نوفمبر/تشرين الثاني في جدة، حيث يواجه “الأخضر” اختبارات قوية ودية أمام كوت ديفوار والجزائر يومي 14 و18 من الشهر الجاري. وفي هذا المعسكر، وجه المدرب الفرنسي هيرفي رينارد رسالة محددة للاعبين تؤكد أن الهدف ليس مجرد المشاركة في كأس العرب 2025، بل استخدام البطولة كـ”صمام أمان” للإعداد للمحطة الكبرى، وهي الوصول إلى الأدوار المتقدمة في كأس العالم 2026.

### بناء الفريق حول هدف المونديال

كشفت التقارير عن عقد المدرب الفرنسي اجتماعاً شاملاً مع لاعبي المنتخب، استعرض فيه الخطوط العريضة لخطة الإعداد طويلة الأمد. هذه الخطة تبدأ بكأس العرب في قطر مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتمتد عبر فترات التوقف الدولي القادمة، وصولاً إلى التحدي الأكبر في المونديال الذي سيقام في أمريكا وكندا والمكسيك. يضع رينارد كأس العرب كمنصة حقيقية لبناء فريق قادر على المنافسة، مشدداً على أن طموح “الأخضر” يجب أن يتجاوز مجرد المشاركة ليلامس التتويج أو الوصول إلى الأدوار المتقدمة في البطولة العربية.

وبالنظر إلى مسيرة رينارد، الذي سبق له قيادة زامبيا لتحقيق لقب كأس أمم أفريقيا عام 2012، يدرك جيداً كيف يتم بناء الفرق القارية. وفي هذا السياق، لم يأتِ اختيار منتخبي كوت ديفوار (بطل أفريقيا 2024) والجزائر (بطل أفريقيا 2019) من فراغ، بل هو قرار تكتيكي بحت. يرى المدرب أن هذه المواجهات الأفريقية، بصلابتها البدنية وانضباطها التكتيكي، هي أفضل “جيم” يشارك فيه اللاعبون قبل الدخول في أجواء كأس العرب السمراء.

### اختبارات أفريقية لكسر حاجز الماضي

يُعد المعسكر الحالي بمثابة فرصة نادرة للاعبين لرفع الجاهزية الفنية والبدنية عبر احتكاك عالي المستوى. وقال رينارد في رسالة تم تداولها حول سبب هذا الاختيار: “المنتخبات الأفريقية قوية وتمنحنا فرصًا للتطور والاحتكاك العالي، وهو ما يخدمنا في التحضير لكأس العالم، وأيضًا في كأس العرب التي تضم منتخبات من القارة السمراء”. هذه الكلمات تشير إلى أن رينارد يركز على تجهيز كتلة صلبة قادرة على الصمود في أصعب المواقف.

ويأتي هذا التركيز في وقت يمر فيه المنتخب السعودي ببعض التحديات المتعلقة باستعادة الثقة. فبعد مشوار “مثيرة” في التصفيات الآسيوية، حجز “الأخضر” مقعده في المونديال بعد أن احتاج إلى الملحق الآسيوي، حيث فاز بصعوبة على إندونيسيا (3-2) وتعادل سلبياً مع العراق. هذا المشوار الطويل يعكس أن التأهل لم يكن سهلاً، خاصة وأن المنتخب لم يتمكن من إغلاق ملف التصفيات الرئيسية بالمركزين الأول أو الثاني، حيث بقي خلف اليابان وأستراليا.

### سيناريوهات الإخفاقات السابقة

من زاوية أخرى، تضع الجماهير السعودية آمالها على هذه المرحلة الجديدة لنسيان نتائج لم ترضِ الطموح العام. ففي فترة سابقة، توقف مشوار “الأخضر” عند نصف نهائي كأس الخليج، وكان الأداء يوصف بالباهت. وتكررت خيبة الخروج المؤلم من ربع نهائي بطولة الكونكاكاف، مما كشف عن “دائرة الشكوك” حول قدرة الفريق على التعامل مع ضغط المباريات القوية. هذه الإخفاقات السابقة هي ما تدفع رينارد لرفع سقف التحدي عبر مواجهات مثل الجزائر وكوت ديفوار.

وفي كأس العرب، سيواجه “الأخضر” تحدياً مباشراً في المجموعة الثانية التي تضم المغرب، إلى جانب الفائز من مواجهة (عمان والصومال – جزر القمر واليمن). الرهان الآن على أن يتمكن الفريق من تطبيق تكتيكات رينارد القائمة على الصلابة الأفريقية لكي لا يتكرر مشهد التوقف المبكر الذي حدث في البطولات السابقة.

وفي المحصلة، المعسكر الحالي في جدة ليس مجرد استعداد للمباريات الودية، بل هو ورشة عمل مكثفة لإعادة تشكيل هوية المنتخب. فهل سيتمكن هذا الجيل، تحت قيادة رينارد الذي يمتلك تاريخاً حافلاً في القارة السمراء، من تحويل “الفرص التطورية” إلى إنجازات حقيقية في قطر، تمهيداً لظهور مشرف في المونديال القادم؟

neutrality_score: 0.93
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 93
fact_density: 0.92

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى