الهلال ينفي رسمياً طلب جواو كانسيلو للرحيل ويؤكد حاجته لخدماته رغم حلم العودة لأوروبا
في مشهد متقلب يعكس دراما سوق الانتقالات، نفت إدارة نادي الهلال السعودي بشكل قاطع الأنباء التي راجت بقوة حول رغبة المدافع البرتغالي جواو كانسيلو في مغادرة صفوف “الزعيم” خلال فترة الشتوية المقبلة. هذا النفي يأتي ليزيل الضبابية التي سببتها تصريحات اللاعب نفسه عن تطلعه للعودة إلى القارة الأوروبية، وتحديداً إلى ناديه الأم بنفيكا. الإدارة الزرقاء، التي تستعد لخوض مباراة حاسمة أمام الفتح، تؤكد على أن اللاعب لا يزال ضمن خطط المدرب سيموني إنزاجي، وأن أي حديث عن موافقة النادي على رحيله يظل بعيداً عن الحقيقة.
وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة “اليوم” السعودية، يتضح أن النادي لم يفتح ملف الاستماع لرحيل كانسيلو، حيث لم يصلهم أي طلب رسمي موثق يوضح رغبة اللاعب في إنهاء عقده. إدارة الهلال ترى في اللاعب، الذي انضم مقابل 30 مليون يورو قادماً من مانشستر سيتي في صيف 2024-2025، عنصراً مهماً للمشروع الكروي الحالي. ورغم مشاركة كانسيلو في 43 مباراة، سجل فيها هدفين وصنع 13 هدفاً، إلا أن غيابه عن القائمة المحلية بسبب الإصابة سابقاً أثار تساؤلات حول مستقبله التكتيكي مع الفريق.
على الجانب الآخر، لا يمكن تجاهل الرواية التي قدمها اللاعب نفسه، والتي أشعلت فتيل التكهنات. كان كانسيلو قد صرح بوضوح أثناء تواجده مع منتخب بلاده بأن حلمه الأكبر هو العودة إلى أوروبا عبر بوابة بنفيكا، النادي الذي شهد بداياته الكروية. ورغم هذا التصريح الذي يحمل طابع الحنين، أقر اللاعب باحترامه لعقده الحالي، مشيراً إلى أن أمامه عامين إضافيين مع الهلال. هذا التباين بين إعلان الرغبة الشخصية والنفي الرسمي يضع الإدارة في موقف المدافع عن استقرار الفريق.
وبالنظر إلى سياق مسيرة كانسيلو، الذي بدأ رحلته الاحترافية الكبرى بالانتقال إلى مانشستر سيتي من يوفنتوس، فإن طموحه للعودة إلى الدوريات الكبرى ليس مستغرباً، فهو يعيش في بيئة تنافسية عالية. ومع ذلك، أقر اللاعب بأن الدوري السعودي لا يزال في مرحلة “تطور سريع”، حيث يصعب مقارنته حالياً برتم الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الإنجليزي أو الإسباني، لكنه يتوقع له مكانة أفضل مستقبلاً. ويظل تركيز كانسيلو منصباً على الهدف الأسمى وهو التتويج بكأس العالم مع منتخب البرتغال، الذي وصفه بأنه “أقوى مجموعة عملت معها”.
أما من الناحية التكتيكية، فإن غياب كانسيلو عن القائمة المحلية أحدث “ثغرة كبيرة” في مركز الظهير الأيمن، وهو ما أجبر المدرب سيموني إنزاجي على البحث عن حلول سريعة. فبعد أن اعتمد على حمد اليامي الذي عانى من إصابات متفرقة، يبدو أن الحل المؤقت الآن يكمن في الدفع بحسان تمبكتي، العائد من إصابة مع المنتخب السعودي، ليقوم بمهام هذا المركز في مواجهة الفتح المقبلة على ملعب المملكة أرينا. هذا يعني أن الهلال يسعى لحل أزمة مركزه الأيمن بينما تحوم الشكوك حول استمرارية أحد أهم أسلحته الأوروبية.
وفي المحصلة، تبقى إدارة الهلال متمسكة بخدمات كانسيلو، وهو ما يضعه في موقف المتناقض بين التزامه بالعقد والتعبير الصريح عن أمنياته الكروية. فهل ينجح “الموج الأزرق” في إقناع نجمه بالتراجع عن حلم أوروبا، أم أن تصريحات الرغبة ستتحول إلى طلب رسمي يفتح باب الانتقالات الشتوية على مصراعيه؟
neutrality_score: 0.94
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.98
readability_score: 92
fact_density: 0.93



