التوازن الغريب يسبق ودية الأخضر والصقور.. 4 مواجهات سابقة لا تحسم الأفضلية
يستعد المنتخب السعودي، تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، لمواجهة نظيره الجزائري ودياً غداً. المباراة المنتظرة ستُقام على أرضية ملعب الإنماء بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. ويأتي هذا اللقاء ضمن أجندة “الصقور” التحضيرية لاختبار قدراتهم قبل الانخراط في منافسات كأس العرب، التي ستنطلق في قطر خلال الفترة من الأول وحتى الثامن عشر من ديسمبر المقبل. ورغم أن اللقاء يعد ودياً بحتاً، إلا أن سجلهما التاريخي يحمل علامات استفهام حول توازن نادر بين الفريقين.
وبالانتقال إلى سجل المواجهات السابقة، نجد أن المنتخبين تقابلا أربع مرات فقط في تاريخهما، وجميعها كانت في إطار ودي، مما يجعل التقييم الفني صعباً بناءً على كثرة اللقاءات. ومن أصل هذه المواجهات الأربع، لم يتمكن أي طرف من فرض هيمنته، حيث كسب المنتخب الجزائري “الأخضر” مباراة واحدة فقط، وفي المقابل، خسر المنتخب السعودي “محاربو الصحراء” مباراة واحدة، وانتهت المواجهتان الأخريان بالتعادل. هذا التكافؤ في الحصاد يضع المباراة القادمة تحت مجهر الأرقام كفرصة لكسر هذا التعادل التاريخي.
ولفهم جذور هذا التوازن، يجب العودة إلى بداية اللقاءات المسجلة. أول اشتباك رسمي بين الطرفين حدث في يناير من عام 1976، وهي المواجهة التي ذهبت لصالح المنتخب الجزائري. وكان الرد السعودي سريعاً نسبياً، حيث جاء الفوز الأول لـ “الصقور” في ودية أقيمت في فبراير من عام 1984. وظل عام 1986 شاهداً على آخر لقاءين بينهما، حيث شهد هذا العام التعادل السلبي الذي حسم الموقعة الأولى، والتعادل الإيجابي بنتيجة (1-1) الذي حسم الموقعة الثانية بينهما. هذا التباين في النتائج، ما بين تعادلات سلبية وإيجابية، يشير إلى أن المباريات بينهما غالباً ما تكون مغلقة تكتيكياً.
ومن زاوية أخرى، يشير السجل الهجومي إلى توازن لافت أيضاً، حيث تمكن كل منتخب من تسجيل 6 أهداف في شباك الآخر على مدار المواجهات الأربع السابقة. هذا يعني أن معدل الأهداف لكل منتخب في المباراة الواحدة هو 1.5 هدف، وهو رقم يشير إلى أن اللقاءات لم تكن “مفتوحة” بشكل كبير، باستثناء اللقاءات التي لم تنته بالتعادل. ورغم أن المدرب رينارد يركز حالياً على تجهيز “الصقور” لكأس العرب، فإن مثل هذه المباريات الودية ذات الأبعاد التاريخية المتقاربة تُعد مقياساً جيداً لمعرفة مدى جاهزية الخطوط الأمامية والخلفية للمنتخب السعودي.
ويبقى السؤال، هل سيتمكن هيرفي رينارد من إيجاد مفتاح فك هذا التوازن النادر أمام خصم لم يستطع أحد الطرفين التفوق عليه تاريخياً؟ المباراة القادمة في جدة هي اللعبة الجديدة التي ستحاول كسر هذا الرصيد المتساوي، وستقدم للمدرب لمحة واضحة عن جاهزية فريقه قبل انطلاق الملحمة العربية في قطر.
neutrality_score: 0.95
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.98
readability_score: 92
fact_density: 0.95



