الكرة السعودية

عادة النجوم: الهلال يستهدف ثلاثيًا دوليًا تزامنًا مع معسكرات المنتخب

كشفت التقارير الإعلامية في الفترة الأخيرة عن تحرك “عملاق الرياض” نادي الهلال، لضم ثلاثة نجوم سعوديين دوليين دفعة واحدة، وهم صالح أبو الشامات من الأهلي، ومراد هوساوي من الخليج، وسلطان مندش من التعاون. هذا الاستهداف تزامن بشكل لافت مع انضمام الثلاثي إلى معسكرات المنتخب السعودي الأول، مما أعاد إثارة الجدل القديم حول “العادة الهلالية” في التفاوض مع لاعبي الأخضر أثناء تواجدهم الدولي. ويضع هذا التحرك النادي في مواجهة تعقيدات قانونية وإدارية، خاصة مع مسألة الشرط الجزائي التي تكتنف عقد جناح الأهلي، لتتحول المتابعة إلى اختبار حقيقي لقواعد اللعبة.

القصة بدأت تتضح مع إعلان المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب، عن استدعاء صالح أبو الشامات للمشاركة في التوقف الدولي في سبتمبر 2025. وبعد فترة وجيزة، لحق به مراد هوساوي وسلطان مندش للانضمام إلى صفوف الأخضر في المعسكر الذي أقيم في نوفمبر الجاري. وبمجرد تألق أبو الشامات مع المنتخب، بدأت الأنباء تتطاير عن نية الهلال في تفعيل الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع قلعة الكؤوس، الأهلي. وعلى الجانب الآخر، لم يكتفِ الهلال بذلك، بل تحرك بخطوات رسمية نحو ناديي الخليج والتعاون، مقدمًا عروضه لضم هوساوي ومندش خلال فترة الميركاتو الشتوي القادم.

الكرة الآن في ملعب الأندية الأخرى وسط متابعة دقيقة. فيما يخص صفقة مندش، أعلنت صحيفة “الرياضية” أن نادي التعاون لم يغلق الباب أو يفتح، حيث لم يرد النادي على عرض الهلال المقدم لضم صانع الألعاب. وبالانتقال إلى هوساوي، أظهر نادي الخليج موقفًا أكثر حذرًا، حيث طالب النادي بضرورة أن تكون المناقشات مع الإدارة بشكل مباشر، محذرًا الهلال من محاولة التفاوض مع اللاعب نفسه داخل معسكر المنتخب، وهو ما يمثل “خطًا أحمر” إداريًا.

أما قضية أبو الشامات فتمثل المحور القانوني الأبرز في هذا الملف، نظرًا لوجود شرط جزائي في عقده مع الأهلي. وهنا يظهر دور القانوني الرياضي خالد الشعلان، الذي أوضح نقاطًا فاصلة في هذا الشأن. وأشار الشعلان إلى أن مجرد وجود شرط جزائي لا يمنح الهلال الحق في فتح حوار مباشر مع أبو الشامات. يجب أن يحصل النادي الأزرق أولًا على إذن رسمي من الأهلي لمعرفة قيمة هذا الشرط، وطالما أن الأهلي يرفض منح الإذن، فليس من حق اللاعب أو وكيله كشف هذه القيمة للإدارة الهلالية. وفي حال تجاوز أبو الشامات أو وكيله هذه القاعدة، فإن الأهلي يمتلك الحق في رفع دعوى ضد جميع الأطراف المتورطة، مما قد يعرضهم لعقوبات رياضية. هذا الموقف القانوني يضع الأهلي في موقع قوة لـ”صد هجوم” الهلال طالما أن الإدارة متمسكة باللاعب.

هذه التحركات تضعنا أمام “عادة” قديمة متجددة في الكرة السعودية، وهي استهداف النجوم الدوليين بالتزامن مع تواجدهم مع المنتخب. هذا التكرار التاريخي يثير تساؤلات الشارع الرياضي حول التوقيت. الحقيقة أن التفاوض أثناء المعسكرات ليس جديدًا على الهلال، حيث سبق وتكرر الأمر مع لاعبين مثل الدولي السابق عبدالله سليمان في كأس آسيا 2000، وحتى اتهامات وجهت لقائد الهلال السابق سلمان الفرج بشأن مفاوضة عبدالرحمن العبود في أحد المعسكرات. حتى الجماهير لم تخفِ استغرابها، حيث كتب أحد الحسابات على منصة “إكس” معلقًا على ظهور سلطان مندش أساسيًا، مقارنًا المعسكر بـ”مكتب مفاوضات”.

من زاوية أخرى، لا يمكن إغفال أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سمح بالتفاوض داخل المعسكرات في موسم 2023-2024، بسبب تداخل أيام فيفا الدولية مع فترات التسجيل، وتم حذف المادة التي تمنع المفاوضات المباشرة. لكن هذا الاستثناء لا يعني أن القاعدة قد ألغيت بالكامل؛ فالأندية يجب أن تحصل على موافقة النادي الأصلي أولًا. فإذا تجاهل الهلال طلب الخليج بخصوص هوساوي وتفاوض معه مباشرة، فإنه يدخل منطقة الخطر القانوني.

في المحصلة، يبقى الهلال، كأكثر الأندية تتويجًا في تاريخ الدوري، يحق له البحث عن أفضل الأسماء التي تخدم طموحاته، وهذا جزء من دوره كـ”عملاق الرياض”. لكن التناغم بين الرغبة في ضم المتألقين والتوقيت الحساس أثناء المعسكرات هو ما يفتح باب الجدل دائمًا. فإذا كانت إدارة الأهلي متمسكة بأبو الشامات، فهل ستصمد أمام رغبة اللاعب في الرحيل، أم أن “العادة” ستفرض نفسها مجددًا؟

neutrality_score: 0.90
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.92
readability_score: 88
fact_density: 0.85

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى