بعد 28 عامًا.. النمسا تكسر صيامها وتعود إلى كأس العالم 2026
في مشهد كروي متقلب، حسم منتخب النمسا أمره وتأهل رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد تعادل ثمين بنتيجة 1-1 مع ضيفه البوسني مساء الثلاثاء. هذا التعادل وضع النمسا على رأس المجموعة العاشرة، منهيًا بذلك “صيامًا تهديفيًا” دام 28 عامًا عن المشاركة في المحفل العالمي، حيث كانت آخر وقفة لهم في نسخة فرنسا 1998. القصة لم تكتمل دون دراما، حيث فرط المنتخب البوسني في تقدمه المبكر، ليجد نفسه الآن في سباق الملحق الأوروبي. وفي مباراة أخرى ضمن المجموعة نفسها، أمطرت رومانيا شباك سان مارينو بسبعة أهداف، لترفع رصيدها وتؤمن موقعها الثالث في الترتيب.
التعادل الذي ساوى التأهل: حسم صدارة المجموعة
كانت مباراة النمسا والبوسنة هي الفصل الحاسم في المجموعة العاشرة، حيث كانت النتيجة هي الحكم النهائي على مسار الفريقين. دخل المنتخب البوسني المباراة بـ “نية الفوز المطلق”، لأنه كان يحتاج إلى ثلاث نقاط لضمان المشاركة الثانية في تاريخه بعد نسخة 2014 بالبرازيل.
وبالفعل، بدأ أصحاب الأرض (البوسنة) المباراة بشكل أفضل، حيث نجحوا في هز الشباك مبكرًا في الدقيقة 12. الهدف جاء عبر رأسية من حارس المرمى تاباكوفيتش، وهو ما يعتبر سيناريو غير مألوف في الملاعب الأوروبية، حيث تقدم الفريق المستضيف بهدف صدم الخصم. هذا التقدم منح البوسنة الأفضلية، وجعل النمسا تحت الضغط المتزايد لانتزاع هدف التعادل الذي يضمن لهم بطاقة العبور مباشرة.
وبمرور الوقت، بدأ “دخول منطقة الخطر” يلوح في الأفق، خاصة وأن النمسا لم تكن قد وضعت قدمها على العودة التاريخية. لكن الخبرة الأوروبية فرضت نفسها، ففي الدقيقة 77، نجح اللاعب مايكل جريجوريتش في تسجيل هدف التعادل للنمسا. هذا الهدف كان بمثابة “توقيع العودة”، حيث لم يكن مجرد هدف تعادل بل كان تذكرة مباشرة لكأس العالم.
وبنهاية المباراة، تصدرت النمسا المجموعة برصيد 19 نقطة، متفوقة بفارق نقطتين على البوسنة التي حُكم عليها بخوض الملحق الأوروبي. هذا الترتيب يلخص قصة المجموعة: النمسا عرفت كيف تدير الدقائق الحاسمة، بينما البوسنة لم تستطع الحفاظ على تقدمها.
المشهد الآخر: مهرجان أهداف في بوخارست
وفي زاوية أخرى من المجموعة العاشرة، كان العرض مختلفًا تمامًا بين رومانيا وسان مارينو. هذه المباراة كانت بمثابة “تصفية حسابات” لرومانيا لضمان المركز الثالث.
بدأت رومانيا المباراة بتلقي هدف مفاجئ في الدقيقة الثانية عن طريق نيكولاس جياكوبيتي، مما جعل الجماهير ترفع حاجبها خوفًا من تكرار سيناريو البوسنة. لكن الرد الروماني جاء سريعًا وحاسمًا. ففي الدقيقة 13، أدرك أصحاب الأرض التعادل بهدف ذاتي سجله دانتي روسي في مرماه، وبدأ بعدها “سقوط جدار سان مارينو”.
تمكنت رومانيا من إمطار شباك الضيوف بستة أهداف أخرى، سجلها شتيفان بايرام، ودينيس مان، ويانيس هاجي، وأندري راتسو، ولويس مونتيانو. وشهدت المباراة هدفين آخرين جاءا نتيجة أخطاء دفاعية، أبرزها هدف سجله جياكومو فالينتيني في مرماه بالدقيقة 57. بهذه النتيجة الكبيرة، رفعت رومانيا رصيدها إلى 13 نقطة، لتؤمن المركز الثالث خلف المتأهلين مباشرة، فيما تذيلت سان مارينو الترتيب بدون أي نقاط.
ماذا يعني هذا للمنتخب النمساوي؟
العودة بعد غياب 28 عامًا تضع النمسا في وضع مختلف تمامًا. تاريخيًا، شاركت النمسا 7 مرات في المونديال، وحققت أفضل إنجاز لها بالمركز الثالث في نسخة 1954، ووصلت لربع النهائي عام 1978. الأرقام تشير إلى أن هذا التأهل هو انطلاقة جديدة بعد فترة “جفاف” طويلة.
من الناحية التكتيكية، يرى البعض في الشارع الرياضي أن هذا التعادل الذكي أمام البوسنة هو دليل على نضج الفريق، فالقدرة على امتصاص صدمة الهدف المبكر والعودة بالنتيجة هي سمة الفرق الكبيرة. في المقابل، يشير النقاد إلى أن هذا الأداء لا يكفي في كأس العالم، خاصة وأن التعادل لم يكن فوزًا مستحقًا بالنظر إلى مجريات الشوط الأول.
أما البوسنة، فالآن عليها أن تستعد لـ “معركة الملحق”. القصة الدرامية هنا هي محاولة تكرار إنجاز 2014، وسيكون الطريق صعبًا أمامهم للحصول على البطاقة الأخيرة.
وفي المحصلة، النمسا تضع اسمها مرة أخرى في “قائمة الكبار”، والكرة الأوروبية ستشهد عودة فريق اعتادت عليه في حقب سابقة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تستطيع هذه التشكيلة النمساوية أن تحدث مفاجأة تذكرنا بإنجازات الماضي، أم ستكون مجرد ضيف شرف في البطولة القادمة؟
neutrality_score: 0.95
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.97
readability_score: 90
fact_density: 0.88
word_count: 582



