تسهيلات التأشيرات لمونديال 2026: الأولوية لحاملي التذاكر والباب لا يزال موارباً
افتتحت الإدارة الأمريكية يوم الإثنين، عبر تصريح للرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، مرحلة جديدة في ترتيبات استضافة كأس العالم 2026، وذلك بإعلان نظام يمنح أولوية في مواعيد مقابلات التأشيرة لحاملي تذاكر البطولة. هذا الإجراء، الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية ومن المتوقع بدء تطبيقه في بداية السنة المقبلة، يهدف إلى تسيير دخول ملايين المشجعين المتوقع تدفقهم إلى أمريكا الشمالية. ومع ذلك، يظل السؤال العالق في أذهان الجماهير هو: هل تذكرة الدخول إلى الملعب تعني بالضرورة تأشيرة دخول للبلاد؟
تضرب هذه الخطوة الجديدة في صميم الاستعدادات اللوجستية لبطولة هي الأولى من نوعها التي تستضيفها ثلاث دول هي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وستشهد مشاركة 48 منتخباً. ويأتي هذا الترتيب بالتزامن مع احتفال الولايات المتحدة بمرور 250 عاماً على استقلالها. كانت الولايات المتحدة قد استضافت المونديال سابقاً في عام 1994 وحققت نجاحاً جماهيرياً لافتاً، والآن تسعى لتكرار هذا النجاح على نطاق أوسع. وتستضيف أمريكا 78 مباراة من أصل البطولة، والتي من المتوقع أن تضخ ما يزيد عن 30 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي وتوفر حوالي 200 ألف فرصة عمل.
وانتقالاً إلى تفاصيل الإجراءات، ظهر الرئيس الأمريكي إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، مؤكداً أن الإدارة ستبذل “قصارى جهدها حتى يحقق مونديال 2026 نجاحاً منقطع النظير”. هذا الدعم الإداري يمثل استمرارية لجهود التخطيط التي بدأت في الإدارات السابقة لضمان سلاسة هذا الحدث العابر للحدود.
على الجانب الآخر، كشفت وزارة الخارجية عن مجهودات قنصلية مكثفة، حيث أشار وزير الخارجية ماركو روبيو إلى تعبئة أكثر من 400 موظف قنصلي إضافي حول العالم للتعامل مع الطلبات المتوقعة. ولهذا المجهود أثر ملموس على سرعة الإجراءات؛ إذ أوضح روبيو أن الحصول على موعد مقابلة التأشيرة أصبح ممكناً خلال 60 يوماً في حوالي 80 دولة، مقارنة بفترة الستة أشهر التي كانت تتطلبها الإجراءات سابقاً.
ومع ذلك، هنا يكمن “الشرط” الذي يضع الكرة في ملعب المشجع؛ إذ تم التأكيد صراحة على أن اقتناء تذكرة لكأس العالم، والتي تطرح منها الفيفا أكثر من ستة ملايين تذكرة، لا يضمن الحصول على التأشيرة أو الدخول الفعلي للولايات المتحدة. التذكرة تضمن فقط تسريع أجل الحصول على موعد المقابلة القنصلية، وهي خطوة أولى في سباق بيروقراطي لا يزال قائماً. هذا الأمر يضع المشجعين أمام سيناريو يجب أخذه بالحسبان: الدفع لشراء التذكرة دون ضمان الحصول على التصريح النهائي للسفر.
من زاوية الفيفا، أكد إنفانتينو أن هذا النظام، الذي أطلق عليه اسم “فيفا باس”، هو مثال على الشمولية، مشدداً على استعداد الولايات المتحدة لاستقبال مشجعين من كل مكان، وأن كرة القدم ستسهم في “توحيد العالم في أمريكا الشمالية” عند انطلاق المنافسات في يونيو المقبل.
وفي المحصلة، أعلنت واشنطن عن “مفتاح” لتسريع الإجراءات، لكنها لم تمنح “الضمان” الكامل للعبور. التنسيق بين الدول الثلاث المستضيفة يتطلب حزمة لوجستية معقدة، وهذا النظام هو جزء من تلك الحزمة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى المرور بالإجراءات الأمنية والقنصلية التقليدية. فهل سيشعر الملايين من حاملي التذاكر بالاطمئنان الكافي للبدء في التخطيط للسفر، أم سيبقى القلق بشأن “الموعد” القنصلي طاغياً؟
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90



