أزمات خارج الخطوط: صراع الهلال الخفي واتحاد “السوشيال ميديا” يفتح الباب للوسط
بدأ موسم 2025-2026 في دوري روشن السعودي بـ”طعم مختلف”، حيث لم تقتصر الدراما على المستطيل الأخضر، بل امتدت إلى كواليس الأندية الكبرى. في حين يواصل النصر علامته الكاملة (8 جولات)، يواجه الهلال والأهلي والاتحاد تحديات إدارية وإعلامية تشتت تركيزهم. هذه الأجواء المتقلبة، بالإضافة إلى التوقفات الدولية، تفتح المجال لفرق الوسط للمنافسة على المقاعد المتقدمة، وهو ما ظهر في النتائج المتقاربة حتى الآن.
صراع “الزعيم” القديم يعود للواجهة
نادي الهلال، الذي اشتهر تاريخياً بـ”الاستقرار الإداري”، بدأ يشهد تكتلات وظلالاً لخلافات قديمة تعود لعام 2019. سامي الجابر، أسطورة النادي، أطلق سهام نقده نحو المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، رغم سلسلة الانتصارات الأخيرة محلياً وقارياً. الجابر وصف أسلوب إنزاجي بـ”الدفاعي”، واستشهد بمواجهة الديربي أمام الشباب، ما أثار الجدل حول ما إذا كانت التصريحات مجرد رأي فني أم أنها امتداد لخلافات سابقة مع رئيس النادي الحالي الأمير نواف بن سعد.
بالانتقال إلى الخلفيات، تبرز قضية مالية قديمة؛ حيث أشار الجابر إلى تقرير لشركات تدقيق مالي يوضح وجود 170 مليون ريال غير مدققة خلال فترة رئاسته. ورغم أن المحكمة الجزائية عاقبت الجابر بغرامة 50 ألف ريال واعتذار علني في فبراير 2020 للإساءة لابن سعد، فإن تصريحات الأمير نواف الأخيرة حول من كانوا يمتدحون إنزاجي ثم صاروا يهاجمونه، تشير إلى أن “الساحة الداخلية” لا تزال مشتعلة، حتى مع استقرار الأداء الميداني.
النصر.. صدارة بثوب الشكوك
على الجانب الآخر، يحقق النصر أفضل انطلاقة في تاريخه بالدوري بجمع العلامة الكاملة في أول 8 جولات، لكن “أزمات خارج الصندوق” تلاحق كتيبة جورج جيسوس. النادي دخل في دوامة إعلامية حول التعديلات المقترحة على لوائح اللاعبين الأجانب من فئة “المواليد” تحت 21 عاماً، حيث أصدر بياناً رسمياً معتبراً القرار يهدد نزاهة المنافسة ويخدم نادياً محدداً، رغم نفي الاتحاد السعودي طرح أي تصويت فعلي حول هذا الملف بعد الصيف.
ولكن، يبدو أن “شخصية البطل” لا تزال غائبة في أعين بعض النقاد. الإعلامي سعود الصرامي صرّح بأن فوز النصر بالدوري “مستحيل”، مستشهداً بكون الفريق معتاداً على تقديم كرة ممتعة منذ عام 2018 دون حصد الألقاب الكبرى. هذا التوتر الخارجي يضع ضغطاً إضافياً على الفريق الذي يخوض منافسات قارية قوية في دوري أبطال آسيا.
الأهلي بين أزمة السوبر وأزمة البريكان
أما الأهلي، حامل لقب السوبر، فيبدو كوحش مقيَّد بكثرة الإشكاليات الجانبية. المتحدث الرسمي السابق، فيصل زيد، وجّه رسالة للإدارة بضرورة عدم الانجراف خلف القضايا الخارجية التي تبعد الفريق عن التركيز بعد التتويج بالسوبر الآسيوي. وتتعدد الملفات الشائكة؛ منها قضية اللاعب فراس البريكان وشكوى نادي الفتح، إضافة إلى الاعتراض على “جدولة” الدوري التي وضعت مباراة الهلال قبل مواجهة بيراميدز الأفريقية.
وفي سياق متصل، يطالب نادي القادسية مركز التحكيم الرياضي بإعادة نهائي كأس السوبر السعودي وسحبه من الأهلي. هذا المطلب جاء على خلفية انسحاب الهلال سابقاً واعتبار القادسية خاسراً (0-3) في نصف النهائي، بينما الأهلي تأهل بعد انسحاب الهلال وفاز على القادسية في نصف النهائي (5-1) ثم هزم النصر في النهائي بركلات الترجيح.
الاتحاد.. رئيس يورط نفسه في “السوشيال ميديا”
الاتحاد، حامل لقب الدوري، يعيش نسخة “جريحة” تنذر بعودة سيناريو 2023 مع المدرب مارسيلو جاياردو، خاصة مع النتائج المتذبذبة. رئيس شركة النادي، فهد سندي، أثار الجدل بتواصله المباشر عبر “السوشيال ميديا” مع الجماهير، حيث كانت ردوده غير الحاسمة حول ملفات مثل رحيل المدير الرياضي رامون بلانيس. سندي، الذي انتقد أخطاء التحكيم في كلاسيكو الهلال، عرّض نفسه للانتقاد لعدم إسناد الردود إلى المتحدث الإعلامي الرسمي للنادي. وأشار سندي لاحقاً إلى تعرضه لـ”مضايقات” قاسية عبر الرسائل المؤذية.
استنتاج: النفس الطويل هو مفتاح البقاء
للدخول في منافسة حقيقية على الألقاب، يجب امتلاك “النفس الطويل” داخل الملعب وخارجه، وهذا هو التحدي الكبير أمام كبار دوري روشن هذا الموسم. تكرار الأزمات الإدارية والإعلامية يفتح نافذة حقيقية لفرق الوسط التي “تعمل في صمت”. نادي التعاون، الذي عوض “هزة البدايات” بخماسية النصر، زحف إلى الوصافة بـ7 انتصارات متتالية، والخليج يمثل تهديداً حقيقياً بعد مباراة الـ(4-4) الشهيرة مع الاتحاد. إن كانت الكبار منشغلة بالخلافات، فقد تكون البطولة هذا العام “مفتاحاً” لفرق أخرى للوصول إلى المقاعد الآسيوية.
neutrality_score: 0.90
data_points_used: 14
angle_clarity_score: 0.96
readability_score: 92
fact_density: 0.88
word_count: 645



