المنتخب السعودي يكسر صيام الفوز بثنائية تحت وابل المطر في جدة
على أرضية ملعب «الإنماء» بجدة، تحولت المباراة التجريبية بين المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ونظيره الإيفواري إلى “معركة مياه” حقيقية، لكن “الأخضر” أثبت جاهزيته الذهنية عندما خرج منتصرًا بنتيجة 1-0. هذه المواجهة التي لُعبت تحت وابل من الأمطار الغزيرة يوم الجمعة الموافق 14 نوفمبر 2025، لم تكن مجرد وقفة استعداد عادية، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقوة التحمل والتركيز قبل الاستحقاقات الرسمية القادمة.
تؤكد الأرقام أن الظروف الجوية لم تكن عادية؛ حيث أثرت الأمطار على أجواء اللقاء بشكل مباشر، لدرجة أن المشجعين الذين سجلوا حضورهم (2271 متفرجًا) اضطروا لتغيير مواقعهم بين الشوطين، متنقلين من الطابق الأول في المدرجات إلى الثاني هربًا من تجمعات المياه المتراكمة. ورغم هذا “الحصار المائي”، نجح المنتخب السعودي في تسجيل هدف الانتصار الوحيد، وهو ما يضعه في خانة الفرق التي تعرف كيف تحصد النقاط حتى عندما “تتغير خطوط الملعب”.
وبالنظر إلى السياق التاريخي، فإن خوض مباراة ودية قوية أمام منتخب بحجم ساحل العاج، الذي يُعد من عمالقة القارة الأفريقية، يمثل خطوة مهمة في أجندة الإعداد. هذه المباريات التجريبية هي التي تصقل تكتيكات المدربين وتكشف نقاط الخلل قبل الدخول في أجواء البطولات الرسمية، مثل كأس العرب التي يعد لها “الأخضر” بشكل خاص. فجدة، كمركز رياضي محوري في المملكة، تقدم دائمًا مسرحًا للمواجهات القوية.
على الجانب الآخر، وبالانتقال إلى قصة الحضور الجماهيري، نجد أن عدد الحضور الذي بلغ 2271 شخصًا قد يكون أقل من المتوقع لمباراة دولية، لكن هذا الرقم يصبح منطقيًا عند مقارنته بالظروف الجوية القاسية التي كانت تسيطر على المدينة وقت إقامة اللقاء. هذا الحضور، وإن كان متواضعًا، أثبت أن الإصرار الجماهيري موجود، حتى لو تطلب الأمر منهم تغيير مواقعهم لتجنب “البرك” داخل الملعب. هذا الموقف الجماهيري يمثل انعكاسًا لرغبة الشارع الرياضي في دعم المنتخب بأي طريقة ممكنة.
وفي سيناريو افتراضي، يرى بعض النقاد الرياضيين أن الانتصار بهذه الطريقة الصعبة (تحت المطر) أفضل نفسياً من الفوز السهل؛ حيث إن مثل هذه المواقف هي التي تبني الشخصية القتالية للاعبين، خصوصاً وأنهم لم يشاركوا تفاصيل تسجيل الهدف لمنع الخصم من العودة. ومن زاوية أخرى، يرى البعض أن عدم تسجيل هدف ثانٍ تحت هذه الظروف قد يشير إلى صعوبة في ترجمة الفرص في الملاعب المبتلة، وهي نقطة فنية يجب معالجتها قبل دخول أي منافسات قادمة.
وفي المحصلة، ترك المنتخب السعودي بصمته في ليلة لم تكن مواتية لكرة القدم الجميلة، بل كانت كرة “القتال حتى صافرة النهاية”. الفوز بهدف وحيد يمثل “رصيدًا ذهبيًا” في رصيد الثقة قبل المرحلة المقبلة. ويبقى السؤال، هل ستكون هذه الروح القتالية هي السلاح الأهم في المواجهات الرسمية القادمة التي لا ترحم الظروف الجوية؟
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 6
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90



