دوري روشن يتصدر المشهد العربي للمرة الثانية.. صراع الاستثمار أمام الاستقرار القاري في تقرير أوبتا
كشفت شبكة “أوبتا” العالمية، وهي المرجع الأول في الإحصاءات الرياضية، عن تصنيفها السنوي لأقوى عشر دوريات عربية لعام 2025. وقد خطف الدوري السعودي للمحترفين، المعروف باسم “دوري روشن”، صدارة القائمة للمرة الثانية على التوالي، مؤكداً هيمنته الجديدة في المشهد الكروي الإقليمي. هذا التتويج الإحصائي يضعنا أمام مشهد رياضي متقلب، حيث يتصارع نموذج الاستثمار الضخم مع نموذج الاستقرار والتراكم القاري. التقرير، الذي يعتمد على معايير دقيقة تشمل جودة المنافسة وأداء الأندية، يمثل خريطة طريق لقوة كرة القدم في المنطقة.
ويأتي تصدر “روشن” للعام الثاني على التوالي كدليل على أن الضخ المالي الذي شهدته الكرة السعودية منذ صيف 2023 لم يكن مجرد “فرقعة إعلامية”، بل انعكس فعلياً على أرض الملعب، حيث ارتفع المستوى الفني للمواجهات وزادت القيمة التسويقية للمسابقة. وعلى الجانب الآخر، جاء الدوري المغربي، الذي يمثل المدرسة الكروية الأكثر استقراراً، محتلاً المركز الثاني. هذا الموقع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج استمرارية النجاحات القارية المتكررة للأندية المغربية، وهو ما يضع الكرة المغربية كنموذج ناجح يعتمد على البناء الداخلي والتنافسية المستمرة.
وبالانتقال إلى المنافسين المباشرين، احتل الدوري الجزائري المرتبة الثالثة، مدعوماً بـ”القوة التنافسية” في مبارياته وظهور المواهب المحلية بشكل ملحوظ، مما يجعله يمثل قوة صاعدة تستند إلى العمق الفني واللاعب المحلي. وتتراجع الأندية المصرية، التي تمتلك تاريخاً كروياً عريقاً، لتأتي في المركز الرابع، ورغم ذلك، تشير المعطيات إلى تحسن في البنية التنظيمية للأندية المصرية وزيادة في أدائها على الساحة الأفريقية. وحافظ الدوري الإماراتي على موقعه الخامس، مستفيداً من استثماراته المستمرة والاحترافية المتنامية التي تظهر في مستواه العام.
من زاوية أخرى، نرى عودة الدوري العراقي إلى دائرة المنافسة الإقليمية سريع التطور ليحجز المركز السادس، متقدماً على الدوري التونسي الذي حل تاسعاً، والذي يشتهر بثراء مدرسته التدريبية واعتماده القوي على اللاعبين المحليين. وهذا يطرح سيناريو افتراضياً يراه الكثيرون في الشارع الرياضي، وهو أن الدوري التونسي قد يخسر مركزه مستقبلاً إذا لم يستثمر في استقطاب نجوم جدد لتعزيز جودة المنافسة المحلية لمواكبة الطفرة السعودية والإماراتية.
أما المفارقة التي أشار إليها تقرير “أوبتا” فهي احتلال الدوري القطري المركز الثامن، وهذا على الرغم من قدراته المالية الكبيرة التي تشير إلى وجود استثمار موازٍ للاستثمار السعودي، لكن نتائجه لم تنعكس بقوة على التصنيف الإقليمي العام. وفيما يخص المراكز المتأخرة، جاء الدوري الأردني في المركز التاسع، تلاه الدوري الكويتي في المركز العاشر، مع الإشارة إلى الجهود المبذولة لتطوير المواهب ورفع مستوى الاحتراف في كلا البلدين.
وفي المحصلة، يقدم تقرير عام 2025 سيناريوهين رئيسيين لتطور الكرة العربية؛ الأول هو نموذج “الاستثمار السريع” الذي يمثله روشن، والآخر هو نموذج “الاستقرار القاري” الذي يمثله المغرب. يبقى السؤال المطروح: هل سيستمر الدوري السعودي في صدارة المشهد بالاعتماد على استقطاب النجوم، أم أن الاستقرار الفني والتراكم القاري الذي يميز المغرب سيقلب الموازين في السنوات القادمة؟
neutrality_score: 0.93
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.98
readability_score: 94
fact_density: 0.92



