رياض محرز يضع المواجهة الودية أمام السعودية في خانة “المباريات الخاصة” والقلب يحزن على بلايلي
تتجه الأنظار نحو مدينة جدة، حيث يستعد المنتخبان الجزائري والسعودي لتبادل اللعب في مواجهة ودية مرتقبة مساء الثلاثاء المقبل، وتحديداً في الثامن عشر من شهر نوفمبر/تشرين ثان الجاري. هذا اللقاء يحمل نكهة خاصة لقائد “الخضر” رياض محرز، نجم نادي الأهلي السعودي، الذي سيقابل زملاءه وأصدقاءه في النادي الملكي. وبينما يضع محرز ثقله الفني في المعسكر الخضر، فإنه لم يخفِ حزنه العميق على الإصابة القاسية التي ضربت زميله يوسف بلايلي، مؤكداً على دوره كقائد يحمل هموم زملائه داخل وخارج الملعب.
تُعد هذه المباراة اختباراً تحضيرياً مهماً للمنتخب السعودي تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي يجهز فريقه لخوض غمار بطولة كأس العرب 2025. وعبر محرز عن تقديره لهذا الخصم، مشيراً في تصريحات نقلتها صحيفة “النصر” الجزائرية إلى أن “المباراة تحمل طابعًا مختلفًا وصعوبة فنية كبيرة”. ويأتي هذا التقييم من محرز، الذي يدرك جيداً الإمكانات الفنية التي يمتلكها نجوم الكرة السعودية الحاليون، ومن بينهم أصدقاؤه في الأهلي مثل علي مجرشي وفراس البريكان وصالح أبو الشامات وزياد الجهني. وأضاف قائد المنتخب الجزائري قائلاً: “مباراة السعودية ستكون مختلفة وصعبة جدًا، فهو منتخب قوي ويتمتع بأسلوب لعب مميز، وبالنسبة لي، ستكون مباراة خاصة لأن هناك العديد من الأصدقاء من الأهلي، وسنحاول تقديم أداء جيد والتحضير بأفضل طريقة”.
وبالانتقال إلى الشأن الداخلي للمنتخب الجزائري، غاب محرز عن آخر مباراة ودية جمعت “الخضر” بزيمبابوي، والتي انتهت بفوز الجزائر بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، حيث اعتمد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش على عناصر بديلة استعداداً للقاء السعودية. هذا الغياب جاء بعد حصول محرز على إذن الجهاز الفني، لظهور مولود جديد في عائلته، في لفتة إنسانية أبعدته عن معسكر المنتخب مؤقتاً.
وعلى الجانب الآخر، ظهر الوجه الإنساني لمحرز بوضوح عندما تطرق إلى إصابة زميله يوسف بلايلي لاعب الترجي التونسي، والذي تأكد غيابه عن كأس أمم أفريقيا المقبلة بسبب تمزق في الرباط الصليبي للركبة اليمنى. كانت كلمات محرز تحمل نبرة أسف واضحة، معبراً عن شعوره تجاه الموقف الصعب لزميله، إذ قال متأثراً: “يوسف مسكين.. نسأل الله أن يشفيه، سنفتقد لاعبًا مثله، وهذا أمر مؤسف جدًا لنا وله على حدّ سواء”. هذا التعاطف يضع محرز في موقع القائد الذي يلمس آلام زملائه، وهذا ما يميز اللاعبين الذين قضوا فترات طويلة في قمة المنافسات الكروية.
ولا يمكن الحديث عن رياض محرز دون الإشارة إلى دوره المحوري داخل قلعة الأهلي السعودي. فمنذ وصوله في صيف عام 2023 قادماً من مانشستر سيتي بصفقة بلغت قيمتها 35 مليون يورو، تحول محرز إلى “صمام الأمان” الفني للراقي. لم يقتصر دوره على تسجيل الأهداف أو صناعة الفرص، بل امتد ليقود الفريق لتحقيق ثنائية كأس السوبر ودوري أبطال آسيا للنخبة. وتؤكد الأرقام مدى تأثيره؛ فقد خاض محرز 94 مباراة بمختلف البطولات مع الأهلي، نجح خلالها في تسجيل 33 هدفاً وتقديم 41 تمريرة حاسمة، وهو ما يوضح أنه لم يدخل في “صيام تهديفي” بل كان عنصراً فعالاً في كل هجمة.
ويُعتبر محرز مرجعاً للمدرب ماتياس يايسله لضبط إيقاع المباريات وتحفيز المعنويات. فنيًا، يعتمد عليه المدرب ليكون “مخرج الكرة” في الثلث الأخير، اللاعب الذي يستطيع بصمته الهادئة أن يفك شفرة الدفاعات المعقدة. هذا الهدوء تحت الضغط والقدرة على تحويل الفوضى إلى فكرة واضحة جعلته يفرض نفسه كمرجع حقيقي داخل غرفة الملابس، وهو ما يعكس خبرته المكتسبة من سنوات اللعب في أعلى مستوى أوروبي.
وفي المحصلة، تبرز مواجهة السعودية كإطار خاص لرياض محرز، يجمع بين التحدي الفني لخصم قوي يستعد لبطولة قارية، وبين اللقاء الودي مع أصدقاء العمر في النادي. سيعود محرز من هذه الفترة الدولية وهو يحمل على عاتقه مسؤولية قيادة الأهلي في الاستحقاقات القادمة، بينما يظل هم إصابة زميله بلايلي حاضراً كدليل على عمق العلاقات الإنسانية في المستطيل الأخضر. فهل سيتمكن قائد “الخضر” من قيادة فريقه لتحقيق الاستعداد الأمثل قبل انطلاق المنافسات الرسمية القادمة؟
neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90



