على وقع رسالة تحفيزية من أعلى المستويات الرياضية، وتذاكر نفدت بالكامل، يستعد المنتخب السعودي لخوض مواجهة مصيرية أمام إندونيسيا في ملحق تصفيات كأس العالم 2026، في لقاء لا يمثل مجرد مباراة، بل خطوة نحو كتابة الفصل السابع في تاريخ مشاركات الأخضر المونديالية. إنها لحظة تاريخية تتجسد فيها الروح الوطنية أمام تحدٍ رياضي كبير.
المشهد في جدة لا يقتصر على الاستعدادات الفنية والخطط التكتيكية؛ بل يمتد ليشمل الدعم المعنوي غير المحدود الذي يغذي طموح اللاعبين. ففي خضم التحضيرات الحاسمة، وجه وزير الرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، رسالة مباشرة ومؤثرة للاعبين عبر منصة إكس، مؤكداً على أهمية هذه اللحظة، وهي رسالة تحمل ثقل المسؤولية وتطلعات الشارع الرياضي السعودي بأكمله. هذا الدعم الحكومي الرفيع المستوى يمثل صمام أمان معنوي للمنتخب في مواجهة الضغوط المتزايدة.
أما المدرجات، فستكون امتدادًا لهذا التحفيز، حيث أعلن مجلس جمهور المنتخب نفاد جميع تذاكر المواجهة المرتقبة مساء الأربعاء على ملعب الإنماء. هذا الإغلاق التام للتذاكر ليس مجرد رقم في سجل الحضور؛ بل هو تأكيد على أن الجمهور السعودي سيعمل كـ ‘اللاعب رقم 12’، محولاً الملعب إلى قلعة خضراء يصعب اختراقها. الدعم الجماهيري غير المسبوق يضع عبئاً إيجابياً على عاتق اللاعبين لتحقيق الهدف الأسمى: التأهل للمونديال للمرة السابعة.
تحليل أهمية هذا الدعم الحكومي والجماهيري يضعنا أمام حقيقة أن المراحل الحاسمة في التصفيات تحتاج إلى تضافر الجهود، وليس الاعتماد على المهارة الفردية فحسب. وبالعودة إلى التاريخ، نجد أن المنتخب السعودي نجح في بلوغ المحفل العالمي 6 مرات سابقة (1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022). هذا الإرث يفرض نفسه بقوة، والوصول إلى التأهل السابع سيضع الأخضر في مصاف المنتخبات الآسيوية الأكثر تمثيلاً في البطولة العالمية، متجاوزاً عتبات تاريخية سابقة.
وإذا ما نظرنا إلى السجل المباشر، فإن المواجهات السابقة ضد إندونيسيا في تصفيات كأس العالم تمنح الأخضر دفعة إضافية من الثقة؛ فالنتائج تشير إلى تفوق سعودي واضح، هذه المعطيات التاريخية، المقترنة بالدعم المعنوي الحالي، تشكل مزيجاً قوياً يدعم الطموح الوطني نحو كأس العالم 2026.
