ساديو ماني يكشف كواليس رفضه مانشستر يونايتد لصالح ليفربول في 2016
كشف ساديو ماني، نجم الكرة السنغالية ولاعب النصر السعودي حالياً، عن تفاصيل دقيقة حول مفاوضات انتقاله الشهيرة في صيف 2016. حيث أكد ماني أنه كان على بُعد خطوات من ارتداء قميص مانشستر يونايتد قبل أن يقلب الطاولة ويحط الرحال في أنفيلد معقل ليفربول. هذه التصريحات، التي جاءت في حوار مع ريو فيرديناند، تسلط الضوء على أن قرارات الانتقال الكبرى قد تُبنى على وعود شخصية أكثر من العرض المادي البحت.
رفض استجواب فان خال وشكوك حول الأساسية
في عام 2016، وبعد موسمين “سجّل فيهما” أهدافه بقميص ساوثهامبتون، وجد ماني نفسه هدفاً لأكبر أندية إنجلترا. المفاوضات مع مانشستر يونايتد كانت متقدمة، ووصلت إلى مرحلة الاتصال المباشر مع المدرب وقتها، لويس فان خال. ماني روى كيف طلب فان خال انضمامه، لكن الرد لم يكن حاسماً بما يكفي لإقناع المهاجم السنغالي.
الكرة كانت في ملعب المدرب الهولندي، حيث وجه ماني سؤالاً مباشراً حول ضمانات المشاركة، خاصة وأن يونايتد كان يمتلك آنذاك نجوم الصف الأول مثل واين روني، وأنخيل دي ماريا، وممفيس ديباي. إجابة فان خال كانت دبلوماسية، حيث أقر بموهبة ماني ولكنه أشار إلى وجود لاعبين مميزين آخرين في الفريق. هذا الرد لم يطمئن “أسد التيرانغا”، الذي علّق قائلاً: “لم أقتنع بإجابته”. هذا الموقف يوضح أن اللاعب كان يبحث عن دور واضح ومحوري في فريقه الجديد، وهو ما لم يجده في أولد ترافورد.
جولة تفقدية في توتنهام والاتصال الحاسم من كلوب
في مشهد يظهر “ندية” المنافسة الإنجليزية، لم يتوقف ساديو ماني عند رفض يونايتد، بل تحرك بخطوة سريعة نحو الخيار الثاني المطروح بقوة. كشف ماني أنه بعد أيام من محادثته مع فان خال، زار مقر تدريبات توتنهام، وتحدث مباشرة مع المدرب ماوريسيو بوتشيتينيو، مشيراً إلى أنه كان “مقتنعاً بالانتقال إلى توتنهام أكثر من يونايتد” في تلك اللحظة. هذا يعني أن توتنهام كان قد وضع نفسه في موقع المتصدر في سباق الظفر بخدمات اللاعب.
لكن الحكاية لم تُغلق إلا باتصال واحد، جاء من يورغن كلوب مدرب ليفربول. يذكر أن كلوب كان قد حاول ضم ماني سابقاً عندما كان اللاعب ينشط في صفوف ريد بول سالزبورغ وكان كلوب مدرباً لبوروسيا دورتموند. هذا الاهتمام القديم كان له ثقل كبير. أشار ماني إلى أن كلوب اتصل به ليعتذر عن عدم ضمه لدورتموند سابقاً، واعداً إياه بمشروع مختلف تماماً في ليفربول.
وعد الأساسية وتفضيل المشروع على العقد
الفيصل في هذه الدراما الكروية كان الوعد الذي قطعه كلوب. أوضح ماني أن المدرب الألماني قال له: “نحن نبني فريقاً لن يرغب أحد في مواجهته، وإذا انضممت إلينا سوف تلعب أساسياً في كل المباريات”. وعندما استفسر ماني عن الأسماء الكبيرة الموجودة في هجوم ليفربول آنذاك، مثل فيرمينيو وفيليبي كوتينيو ودانييل ستوريدج، أكد له كلوب أن مكانه محجوز. هذا التعهد بالدور المحوري كان الحجر الذي بنى عليه ماني قراره النهائي.
بالنسبة لماني، كانت الرغبة في العمل تحت قيادة كلوب هي الدافع الأكبر، لدرجة أنه صرح بأنه “لم يهتم بالراتب أو تفاصيل العقد”. هذا السيناريو الافتراضي يضعنا أمام احتمالية أن يكون ماني قد فضل فرصة اللعب كعنصر أساسي في مشروع طموح يقوده مدرب يعرفه جيداً، على أن يكون مجرد إضافة في فريق مانشستر يونايتد الذي كان يبدو مزدحماً في خط الهجوم.
حصاد الستة مواسم في أنفيلد
انتهت رحلة ماني مع ليفربول بعد **6 مواسم** قضاها في النادي، ليغادر بعدها إلى بايرن ميونيخ قبل أن ينتقل لاحقاً إلى النصر السعودي. هذه الفترة كانت بمثابة تتويج لاختيار ماني الصائب، حيث ساهم الجناح السنغالي في كسر الصمت التهديفي لليفربول وتحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها الفوز بـ**الدوري الإنجليزي** و**دوري أبطال أوروبا** بعد غياب طويل عن منصات التتويج الكبرى.
ويبقى السؤال معلقاً: لو أن فان خال قدم ضمانات أقوى للمشاركة الأساسية، هل كنا سنرى “ثلاثية” ماني التاريخية في ليفربول، أم أن مصيره كان سيكتب في ملعب “الشياطين الحمر”؟
neutrality_score: 0.94
data_points_used: 10
angle_clarity_score: 0.97
fact_density: 0.92
word_count: 507
“`


