الكرة السعودية

تسونامي الإصابات.. اختبار بيتكوفيتش الحقيقي قبل مواجهة السعودية الودية

ضرب معسكر المنتخب الجزائري في مدينة جدة موجة غريبة من الإصابات، وهي ليست الأولى التي يواجهها “الخضر” في فترة التحضيرات الدولية. وتفاقم الوضع بعد تأكيد مغادرة النجمين هشام بوداوي ومحمد الأمين عمورة، مما وضع المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش أمام “ورطة” حقيقية في بناء كتيبة “محاربي الصحراء” للمواجهة الودية المرتقبة أمام منتخب السعودية. هذا الغياب المفاجئ يرفع قائمة المصابين أو المنسحبين إلى ستة لاعبين، مما يضع ثقل المسؤولية على عاتق الجهاز الفني لإعادة تجميع الخيوط التكتيكية.

القصة بدأت مساء الأحد عندما أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم رسمياً رحيل الثنائي بوداوي وعمورة عن المعسكر، وهما اسمان لهما وزن كبير في خطط المدرب بيتكوفيتش. وبخروج هذين اللاعبين، يصبح المجموع ستة لاعبين غائبين عن المعسكر الحالي؛ إذ انضم إليهما رامي بن سبعيني، الذي يعتبر “صخرة” محور الدفاع، وفارس شايبي، نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني، بالإضافة إلى محمد أمين توغاي والحارس لوكا زيدان. وعندما نتذكر أن المنتخب خاض ودية ضد زيمبابوي وفاز فيها بثلاثة أهداف نظيفة، نرى أن التشكيلة التي لعبت تلك المباراة لم تعد متاحة بالكامل للمواجهة القادمة.

بالانتقال إلى صلب المشكلة، فإن غياب عمورة يمثل ضربة “موجعة” كما يصفها المتابعون، لأنه يوصف بأنه أفضل لاعب في المنتخب حالياً بلغة الأرقام، وهو يشغل مركز الجناح الأيسر. المشكلة هنا ليست فقط في الخسارة، بل في “الحارة” التي تركها عمورة، حيث أن البدائل المتاحة محدودة؛ فكل من يوسف بلايلي وأمين غويري غابا بسبب الإصابات، ولم يتم استدعاء سعيد بن رحمة أصلاً. هذا الموقف يضع بيتكوفيتش في موقف حرج لاختيار من سيشغل هذا “الموقع الحساس” في الهجوم.

على الجانب الآخر، لا يمكن إغفال أهمية بوداوي، الذي وصف بأنه “لا غنى عنه” في منطقة الوسط لدى المدرب السويسري، وكذلك غياب بن سبعيني الذي يفكك صلابة الخط الخلفي. وفي المقابل، تظهر بصيص أمل يتمثل في العودة المتوقعة لنجم الفريق رياض محرز، الذي من المحتمل أن يشغل مركزه المعتاد كجناح أيمن، وهذا قد يرسم ملامح الخطة الدفاعية الجديدة.

هذا الكم من الغيابات يجبر بيتكوفيتش على حسم خياره التكتيكي. فهل يعتمد على خطة 3-5-2 التي استخدمها أمام زيمبابوي، أم يعود إلى تشكيلة 4-2-3-1 التي يفضلها الكثيرون؟ يرى بعض الخبراء أن العودة إلى 4-2-3-1 هي الأقرب للواقع، خاصة مع جاهزية محرز المتوقعة. السيناريو المتوقع يشير إلى أن ثنائية إسماعيل بن ناصر ورامز زروقي ستتولى القيادة في محور الارتكاز لتعويض غياب بوداوي، فيما سيتم تكليف حسام عوار بمهمة “صانع الألعاب” لتعويض إبراهيم مازا. وفي خط الدفاع، من المتوقع أن يتقدم الرباعي رفيق بلغالي وعيسى ماندي وسمير شرقي وجوان حجام، مع تحول الحارس أليكسيس قندوز لقيادة الزودني مكان أسامة بن بوط.

وفي المحصلة، هذه الودية أمام “الصقور” السعودية ليست مجرد مباراة عادية، بل هي “كشف حساب” لمدى قدرة بيتكوفيتش على إدارة الأزمات وإيجاد حلول سريعة تحت الضغط. فهل سيستطيع المدرب السويسري بناء فريق متجانس بأقل الخسائر قبل التوجه للمحطات الرسمية القادمة؟

neutrality_score: 0.92
data_points_used: 9
angle_clarity_score: 0.95
readability_score: 95
fact_density: 0.90

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى